2013-03-14 • فتوى رقم 61684
السلام عليكم
قرأت بعض الفتاوى وكنت تنصح -فيما يخص موضوع الزواج- الفتيات على ضرورة تقدير فرص الزواج بدقة لأنها قد لا تتكرر أو لا تتعدد, وفي فتاوى أخرى تقول بأنه لا يقع في الكون خلاف ما قدره الله, فإذا قدر الله سبحانه وتعالى الزواج من إنسان معين فإن الفتاة ستقبل به رغم كل شيء, أرجوا أن تفك لنا هذا اللبس وأرجوا أن تدعو لأختي بالزواج العاجل
آمين وشكرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن الله تعالى يعلم من الأزل كل ما سيكون في الكون وهذا هو القدر، ثم إن جميع ما يحصل في الكون (بحسب القدر) يسمى قضاءً، وهذا لا يؤثر على حرية الإنسان، فالعلم (الذي هو القدر) صفة كاشفة لا مؤثرة كما يقول العلماء، فعلم المدرس بأن الطالب الفلاني سينجح، والطالب الفلاني لن ينجح، لا يعني إجبار الأول على النجاح، والثاني على الرسوب، وكذلك علم الله تعالى فإنه لا يؤثر على حرية الإنسان، إلا أن علم العباد قد يخطئ، وعلم الله تعالى لا يمكن إلا أن يصيب.
والزواج مكتوب للعبد ومقدر له، وعلى العبد أن يتعامل مع أسبابه بالطرق المشروعة المتاحة له، لقوله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة:105).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.