2013-03-31 • فتوى رقم 61931
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل: لكل إنسان فى حياته مالا يحب أن يطلع أحد عليه أو البعض عليه, أليس هذا من حقه؟
يا شيخي إذا كان لدي بعض الأشياء التي لا أحب البوح بها وهي تخصنى وليست بحرام ولكن لعلة لدي ولا أريد أن أحدث أحدا بها ولو كان من الأقرباء ولربما لو تحدثت بها لما استطعت أن أقفل ذلك الباب بعد ذلك. لي عمة تتدخل بكل شيء من باب النصيحة والخوف علينا مع العلم أنها تعرف الله حاجّة وحاملة لكتاب الله وتحفظه لأبنائها إلا أنها تتدخل في شؤوننا وتضغط علي حتى أحدثها بما لدي ولا أريد حتى وإن عرفتْ فيما بعد لن أؤكد لها صحة أو بطلان ما سمعت لأنها ليست أمينة وحاقدة علي, وهذا أصبح يقينا لي كما أنها تواجهني بما سمعتْ فأتجاهله عن قصد فتلك حياتي ولا أريد أن أتحدث إلا بما أريد, أليس هذا من حقي والله القائل: ولا تجسسوا؟
يا شيخ: هل هذا يعيبني؟ أليس من حقي أن أبوح بما أريد وأكتم ما أريد؟
وهم يحللون لأنفسهم ما لا يحلون لنا فلا نعرف عنهم إلا ما يريدون لأننا لسنا مثلهم نتدخل في أمورهم ونوقعهم بالكلام ونتلصص أخبارهم من الغير ثم نواجههم بها بحجة النصيحة فإن لم تجد من أمامك لا يقبل النصيحة لأنه لا يثق بك لأنك لست أهلا لها ولست أمينا وتبين لنا أنك حاقد ولكننا لم نسئ إليك وبحسن المعاملة وطيب الكلام ونصرفك عما يخصنا باللطف واللين
ماذا أفعل مع الضغط النفسي الذي يتملكني والغضب من أسلوبها وأخشى أن أفقد صبري وأواجهها بما أراه منها وأنني أفهم حقدها أو أقطع علاقتي بها نهائيا ولتتلصص أخباري كما تريد, ولا أحب قطع الرحم أم ماذا؟
السؤال: إن لي الحق أن أحكي ما أشاء وأسكت عما أشاء. هل لو اقتصرت مع تلك العمة على الهاتف مع العلم أنها حتى في الهاتف لا تتخلى عن تلك العادات وتضيق صدري بكلامها لا يكون قطعا للرحم؟ هل إذا اضطرتني لأن أقول لها: ولا تجسسوا, ومن تتبع عورة الناس أو غير ذلك من تدخل فيما لا يعنيه يعتبر سوء أدب والله لا يجبرنا على المعاملة بالحسنى أنه لوجه الله وأن الله بفضله قد فضلنا عليهم ولكنهم ليسوا أقل منا فأولادها متفوقون لكنهم أصغر منا سنا ربما فيما بعد كانوا أحسن منا, دائما ينظرون إلينا أننا نتكبر وليس تكبرا ولكن أعتقد شيخي أن الصورة قد وضحت لك, وماذا أفعل إن منّ الله علي بنعمة حسدونا عليها وإن كنا في مشكلة لا نريد أن نشكو ما ابتلانا به الله وهم يشمتون بنا ويتكلمون علينا كما أنا لا نعرف عنهم شيئا فكيف نتجنبهم دون قطع رحم وإن اضطرونا إلى ذلك فما العمل؟ فلربما من ضغطها علي تجبرني على محادثتها بجفاء لم تعهده مني ويتسبب ذلك في قطيعة وأنا لست كذلك وهي لا تترك فرصة للسؤال عليها دون استغلالها لتعرف ما عندنا وتواجهنا بما سمعت وهكذا ثم ما سمعت تبدأ في نشره مع أنها عرفت أننا كتمناه عن الجميع سواء كان باطلا أو صحيحا فيواجهنا به الجميع وأنا أقل منها سنا وهي عمتي, كيف أتصرف؟
شيخي لا تنشر رسالتي من فضلك, يكفيني إجابتها على بريدي
وجزاك الله عني كل الخير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلك أن تعتذري عن تحديثها بما لا تريدين، وأن تخفي عنها ما تريدين، ولك أن تطلبي منها باللطف واللين الكف عن الأسئلة الخاصة بك، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.