2013-04-06 • فتوى رقم 62057
أرجو منك أن تريح قلبي وجزاكم الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود شيخي الجليل أن تفيدني في أمري
سيدي: زوجي اعتاد مشاهدة الصفحات المحرمة (الإباحية) والتي يليها طبعاً العادة السرية والإنزال.. وحاولت التحدث معه في هذا الأمر مرارا مرات بالترهيب ومرات بالترغيب ولكنه لم يستجيب بالعكس أشعر أنه أنجرف وراء تلك الصفحات الملعونة.. حتى أنه دخل على تلك الصفحات بعد عودتنا من العمرة مباشرة... هذا الأمر يؤلمني جدا أولا لعظم الفعل عند الله ثم لأنه يهينني ويؤذيني نفسيا حتى أنني أشعر أنه لم يعد يراني مهما تبعّلت له وأصبح عصبيا علي وعلى ابنه... أدعو الله له أن يهديه. ماذا أفعل معه أو له حتى يبتعد عن هذا الفعل؟
أرجو منك أن تريح قلبي وجزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك نصحه على انفراد بحكمة وموعظة حسنة، وذلك في أوقات الراحة، وتذكيره الدائم بالله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاته وسكناته، ولا يخفى عليه خافية، وإنا عباد لله وسيأتي اليوم الذي سيحاسبنا عن جميع أفعالنا، إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
وتبيني له أن الأضرار التي هي نتائج هذه المحرمات كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي؛ لأن الرجل الذي يرى هذه الصور الإباحية قد لا تعجبه بعد ذلك زوجته فيكرهها وينبذها ويستغني عنها ويشعر باشمئزاز منها، وكذلك الحال في الزوجة إذا رأت هذه الصور العارية فإنه قد لا يعجبها زوجها بعد ذلك، فتكرهه وتقصر في حقه، فتتفكك الأسر بذلك، وتتخرب الأخلاق ويتفلت المجتمع، والمجتمعات الأجنبية أكبر شاهد على ذلك، وربما نتج عن ذلك أمراض واعتلالات صحية أيضا؛ لأن الأمر قد لا يقف عند حد المشاهدة، ولكن يتعداها إلى ما وراءها من الاتصالات المشبوهة التي تخفي تحتها الإيدز وأعمامه وأخواله من الأمراض المخيفة، ثم إن استجاب فبها ونعمت، وإلا فلك أن تطلبي منه الطلاق ولا أنصحك بذلك؛ فإن صبرت واحتسبت لم تضرك معاصيه إن شاء الله.
واسألي الله تعالى له الهداية في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وأسال الله تعالى أن يهديه، ويوفقك لنصحه بالحكمة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.