2006-07-13 • فتوى رقم 6214
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخي الفاضل و العزيز ، قصتي طويلة و لكن أحكيها باختصار، أنا فتاة مسلمة ، أذنبت كثيرا في الماضي عشرات المرات ...باختصار كنت زانية ، أنا أقول هذا ليس لأتفاخر بالمعصية ولكن لأني أعلم أنه لن يتم معرفة هويتي، وأقول كنت زانية وأنا أبكي من الندم، و لكن حدث هذا مع أكثر من شخص دون مستواي سواء دينياً أو اجتماعياً، فمنهم من كانوا من ديانات أخرى ولكنهم لم يتعدوا العشرة أشخاص.
تعرفت على شخص عالي المستوى العلمي والثقافي ، شخص نبيل جداً، عرفني عن طريق هؤلاء الأشخاص لكنه مسلم، وأراد أن يصلحني، لكنه أحبني وحين سألني عن الماضي أنكرت كل شيء وأنكرت صلتي بهؤلاء الأشخاص لأني أحببته وخفت أن يتركني، على الرغم من أني فقدت عذريتي أخفيت عليه ولم أعلم كيف سأكمل علاقتي معه بالزواج.
وبعد ضغط شديد منه أخبرته بكل شيء ولكن بالتدريج، حزن حزنا شديداً و كاد يموت كمداً ولكنه سامحني، و قال لي: إن الله يغفر فكيف لا أغفر أنا ، وعلمني الصلاة فقد كنت لا أصلي أو أصوم، وحفظني القرآن وأنا الآن حافظة لجزء كامل من القرآن، وفي الماضي لم أكن ألمسه.
تقدم هذا الشاب العالي المستوى لخطبتي ووافق أهلي، و اتفق مع أهله على الزواج مني، ولكن المشكلة أنني لا أريد أن أخبره بكل شيء، و مرة سألني عن علاقاتي في مكان دراستي وكذبت عليه في عدة أشياء ... بأنني كنت محترمة في هذا المكان وأنني ليست لي علاقة بأي أحد منهم وأنني لم أزني أو أخنه منذ أن عرفته، وللأسف كنت أكذب ، فقد كانت لي علاقات في مكان دراستي لم تصل إلى الزنا ولكنها كانت منحطة، وللأسف كنت قد خنته قبل أن أصرح له بأني كنت زانية، وحدث ذلك بعد أن عرفته - خنته مع شخص من الذين زنيت معهم ولكن ليس من مكان دراستي - ومع ذلك سامحني.
أخبرت أمي بعلاقاتي في مكان دراستي ولكني لم أخبرها بفاحشتي، فقالت لي : لا تخبريه بأي شيء فليس من حقه معرفة شيء عنك قبل الزواج، وإذا لم يرض بك فسوف أحضر لك من هو أفضل منه - ذلك لأنها لا تعلم كم كنت فاسقة ...
أنا أحبه يا شيخي العزيز، وهو طيب جداً ورجل نبيل جداً برغم قوته وهيبته الشديدة، فقد سامحني وعزم على الزواج مني شرط أن أخبره بكل شيء أخفيته عليه كبيراً كان أو صغيراً ليساعدني على التقرب أكثر من الله، وليكون لي كنفسي وضميري، هل أخبره بكل ما تبقى ولم أخبره به ؟ هل إخباري له كان خطأ من البداية ؟ هل أسمع لكلام أمي ؟ مع العلم أنها قد ترقع لي بكارتي إذا علمت بالأمر وتجعلني اترك هذا الشخص النبيل.
أرجوك يا شيخي العزيز : أفتني في هذا الأمر فقد كدت أجن، وقد أصبحت حياتي مظلمة بدون هذا الرجل ...
بارك الله فيك أيها الشيخ، وأعانك علينا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كنت قد تبت فعلا من الآن توبة نصوحا ولا تفكرين بالعودة إلى الماضي أو شبهه مطلقا فعليك المحافظة على هذا الشاب الطيب وعليك أن تخبريه بكل حالك ولكن بشكل ملطف ولا تخفي عنه شيئا واطلبي منه المسامحة، فإن تزوجك على ذلك فبها، وإلا فعليك المحافظة على توبتك وأن تطلبي منه الستر عليك ومعاونتك على البقاء على التوبة وأرجو لك التوفيق والثبات على التوبة وأرجو من الله تعالى القبول لك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.