2006-07-13 • فتوى رقم 6215
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثابكم الله على مجهودكم الطيب، تحية طيبة، وبعد:
لدي استفسار ولكنه محرج جداً، ولكن ضميري يؤنبني وأريد أن أعلم ما هو الحكم الشرعي لما أعمل، ووجدت أن الاتصال بجنابكم هو أفضل طريق، لأنني اتصلت في السابق بهاتف الوزارة وسخط مني مفكراً أنني أسخر، ولكني قلت له أنه لا حياء في الدين وأنني جاد ، وقد أغلق الهاتف في وجهي وأحرجني سامحه الله وسامح من وضعه في هذا المنصب (لأنه لا يصلح).
أبدأ بأنني شاب متزوج والحمد لله، صائن لعرضي وحافظ لنفسي ، ولدي استفسار عن حكم ما أعمل به حاليا مع زوجتي العزيزة. عندما أكون مختليا معها بالسرير ونحن ممحونون، نبدأ المداعبة بالتقبيل والمص العميق المبرح ومشاهدة الأفلام الخلاعية للتعلم منها أحدث الطرق الجنسية فهل ذلك يجوز؟
أيضا لقد اشتريت أحد الأجهزة ذات الاهتزاز الطيب، وعندما نكون نشاهد أفلام المضاجعة أبدا باستخدامها على صدر وحلمات زوجتي والتي تستمتع جدا بهذا الجهاز ، ومن ثم أدخلة بدبرها مع الجماع في آن واحد، وهو ما يثيرها فهل ذلك يجوز؟
بالإضافة أن زوجتي من كثرة المتعة تبدأ بإدخال هذا الفتاك الهزاز بدبري أنا، وأستمتع جدا به وبالاهتزاز فأحس بنفسي السائل المائع، والمتعة كمن يشرب لبن البعير ظهرا من أمام كراج أبو كنعان في ظل شجرة الجعموص اللذيذة، فهل يجوز ذلك؟
أستميح جنابكم للإطالة عليكم، أفيدونا أفادكم الله، وسدد خطاكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنظر إلى الأفلام الجنسية والصور العارية والنظر إلى عورات الآخرين كله حرام شرعا، وكل ذلك من خوارم المروءة، ويخالف الأخلاق العالية الرفيعة التي أمر الإسلام بها وامتدح بها نبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله سبحانه: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4)، وسواء في ذلك كان مع الزوجة أو بدونها، ولا يمكن إباحتها، ولو أبيحت له لأبيح صنعها وتصويرها، وهو أغرب الغريب.
ومشاهدة الأفلام المتهتكة طريق الوصول إلى الفاحشة، ولذلك حرم لما سوف يؤدي إليه غالباً، والأضرار التي هي نتائج هذه المحرمات كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي، لأن الرجل الذي يرى هذه الصور والأفلام الإباحية قد لا تعجبه بعد ذلك زوجته فيكرهها وينبذها ويستغني عنها ويشعر باشمئزاز منها، وكذلك الحال في الزوجة إذا رأت هذه الصور العارية فإنه قد لا يعجبها زوجها بعد ذلك، فتكرهه وتقصر في حقه، فتتفكك الأسر بذلك، وتتخرب الأخلاق ويتفلت المجتمع، والمجتمعات الأجنبية أكبر شاهد على ذلك، وربما نتج عن ذلك أمراض واعتلالات صحية أيضا، لأن الأمر قد لا يقف عند حد المشاهدة، ولكن يتعداها إلى ما وراءها من الاتصالات المشبوهة التي تخفى تحتها الإيدز وأعمامه وأخواله من الأمراض المخيفة، وكذلك وضع هذا الجهاز في الدبر فإنه محرم لضرره الخلقي والطبي.
وأسأل الله تعالى أن يجنبكم المعاصي، وأن يوفقكم لما يحبه الله تعالى ورسوله، ويرزقكم حياة سعيدة مستقرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.