2013-05-05 • فتوى رقم 62512
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشتريت سيارة بدين اعتقدت في بادئ الأمر أن البنك هو الذي باعني السيارة فإذا بي أكتشف من بعد أن البنك سدد لشركة السيارات ثمن السيارة نقدا وكنت أنا فقط مقترضا من البنك والمشتري من شركة السيارات. هل أعتبر متعامل بالربا علما أني في أمس الحاجة لهذه السيارة أفكر في بيعها لكن سأكون أنا الخاسر الأكبر لأنني لا يمكنني أن أسدد ثمن الدين ببيعها كما أني أحتاج سيارة في سفري. وهل سيغفر لي ربي ذنبي إن كنت فعلت هذا جهلا أو مضطرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كان البنك هو الذي يشتري السيارة ويدفع ثمنها للبائع، ثم يبيعها لك بالتقسيط بثمن أعلى، ولا يشترط عليك أي زيادة بعد ذلك إذا تأخرت في السداد لظروف خاصة، فلا مانع من ذلك، وهذه الطريقة مباحة شرعاً.
أما إذا كان المشتري هو أنت، والبنك يقرضك الثمن قرضاً بفائدة لتسدده على أقساط، أو يشترط عليك زيادة في الفائدة إذا تأخرت في السداد فلا يجوز شرعاً الشراء بهذه الطريقة.
وذلك فصل ما بين الحرام والحلال، وذلك لشدة حرمة الربا، حيث قال سبحانه: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ﴾ [البقرة:279].
وعليه فإن كنت _بحسب ما سبق_ وقعت في الربا فعليك أن تسارع إلى التوبة والاستغفار وأن تسارع إلى سداد القرض الربوي كله، وتبذل في ذلك كل وسعك، ولو ببيع شيء مما تملكه، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.