2013-05-21 • فتوى رقم 62731
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعلم أن دعاء الأم والأب مستجاب, لهذا أريد الاستفسار لقريبة لي كانت على علاقة مع شاب وتقريبا عملت ما يقال عنه مقدمات الزنا ولكنها والحمد لله تابت إلى الله وهي ملتزمة من صغرها بالرغم من ما قامت به من معصية, قبل فترة قصيرة تذكرت أنها سمعت أن جدتها أم أبيها رحمها الله في يوم كانت غاضبة من ابنها والد صديقتي ودعت عليها هي وأخواتها بالفضيحة على سرير والدهنّ وبالفعل صديقتي قامت بكشف كل جسمها للرجل الذي كانت على علاقة معه وهي على سرير والدها وخرجت معه وكان بينهم قبلات ولمس لأعضاء بعضهم, فهل هذا استجابة دعاء جدتها؟ وهي ما زالت خائفة من هذا الدعاء.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته هذه المرأة هو من المعاصي الشنيعة، وعليها التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32. وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، وعليها أن تبتعد عن ذلك الشاب وغيره من الرجال الذين لا يحلون لها بعداً تاما، وتنقطع عن اللقاء به وعن حديثه قطيعة تامة، مع التصميم على عدم العود، والندم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، وعليها ألا تستر نفسها فلا تخبر بذلك أحدا أبدا، والتوبة النصوح شرطها التوقف عن فعل الذنب، ثم الندم عليه، ثم التصميم على عدم العود إليه، ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، ثم البعد عن رفقة السوء، وصحبة الصالحات وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأرجو أن توفق لذلك كله، وأدعو لها بالتثبيت على التوبة.
ثم إذا كانت راضيةً عن توبتها فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.