2013-06-07 • فتوى رقم 62977
ما حكم التربح من الألعاب والبرامج المقرصنة؟ (بشكل مباشر أو غير مباشر).
أنوي تأسيس موقع إلكتروني على غرار الكثير من مواقع الإنترنت الموجودة حالياً، فكرته تقوم على توفير الموقع البرامج والألعاب وتقديمها بالمجان للزوار.
علماً أني لن أدفع للشركات المنتجة لتلك البرامج والألعاب شيئاً، و إنما سأحملها بالمجان من النت أو أشتريها مقرصنة بأثمان أقل بكثير مما سيكلفني لو اشتريت نسخها الأصلية.
والربح من الموقع سيكون إما ببيع تلك البرمجيات بأثمان زهيدة مقارنة بثمنها الحقيقي، أو تقديمها لزوار الموقع مجاناً والربح يكون من الإعلانات في الموقع.
الخلاصة: هل يمكنني التربح من تلك المواد بشكل مباشر (ببيعها لقاء ثمن مع العلم أني حصلت عليها بالمجان)؟
وهل يمكنني التربح منها بشكل غير مباشر (وذلك بتوفيرها لعامة الناس بلا مقابل والاستفادة من عائدات الإعلانات في الموقع)؟
وهل يختلف الحكم إن أخذنا الموضوع من ناحية الفائدة لعموم الناس، أي أن المشروع قد يعتبر خيرياً كونه يقدم للناس ما يريدونه بالمجان بدل من دفع أموالهم للحصول عليه؟
شاكراً صبركم وسعة صدركم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا الموضوع يدخل تحت اسم الحقوق المعنوية أو الأدبية، وهل هو مال أم لا، وقد اختلف المعاصرون من الفقهاء في شرعية الاستفادة من هذه الحقوق بدون إذن أصحابها، فذهب البعض إلى أن هذا النوع من الحقوق أموال كسائر الأموال الأخرى، فلا يجوز لأحد أن يستفيد منها إلا بإذن من صاحبها ومالكها، وذهب البعض إلى أنها ليست أموالاً، ولهذا لا يجوز احتكارها ومنع الناس الآخرين منها، وأنا أميل إلى رجحان القول الثاني.
وعليه فلا حرج عليك في ذلك إن شاء الله تعالى عند كثير من الفقهاء.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.