2013-06-10 • فتوى رقم 63015
شيخنا الفاضل: السلام عليكم ورحمة الله
أريد أن أسأل عن علاقة تعارف كانت بين شاب وفتاة وقد نويا الزواج بعد ذلك ولكنهم ارتكبوا أخطاء مع بعض أثناء مقابلتهم بوجودهم بسيارته فقد قبلها ومص صدرها وقام بمداعبه أعضائها التناسلية بيده حتى خرج منها سائل أبيض, وهي لمست عضوه بيدها ولكن لم تداعبه كما فعل هو معها (أعتذر عن الألفاظ ولكن للتوضيح) وتكرر ذلك عدة مرات (4 مرات) وهذه الفتاة كانت تمارس العادة السرية في الماضي وعندما تركته يفعل بها ذلك ظن منها أنها كالعادة السرية التي كانت تفعلها بنفسها, ولكن بعد فترة شعرت بالخوف والحزن بسبب ما حدث وتريد التوبة ولكن تريد أن تطمئن هل ما فعلوه زنا يوجب الحد عليهم أم ذنب يمكن أن يكفر بالحسنات كما ورد في حديث الرجل الذي جاء الرسول وقال إنه أصاب امرأة في البستان فقال له الحسنات يذهبن السيئات, ما هو حكمه؟ وما كفارة ذلك لها ولذلك الشاب؟ وقد تقدم لأهلها بعد ذلك ليتزوجها ولكنهم رفضوا وهو إلى الآن لم يتزوج ويريد الزواج منها حقا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلاه هو من المعاصي الشنيعة، وعليهما التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32. وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، وعليها أن يبتعدا عن بعضهما إلى حين الزواج، وتبتعد هي عن كل رجل أجنبي، ويبتعد هو عن كل فتاة أجنبية، مع التصميم على عدم العود للمعاصي، والندم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، فالتوبة النصوح شرطها التوقف عن فعل الذنب، ثم الندم عليه، ثم التصميم على عدم العود إليه، ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأرجو أن يوفقوا لذلك كله، وأدعو لهما بالتثبيت على التوبة.
ثم إذا كان العبد راضياً عن توبته، فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.