2013-06-10 • فتوى رقم 63021
من هم الأرحام الذين يجب علي أن أصلهم؟ وهل وصلهم بالتلفون بمحادثة كاف إذا كانوا بعيدين عني أم لا؟ أم يجب الذهاب لهم؟ ومن هم الأرحام الذين ليس علي ذنب بعدم وصلهم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلقد اختلف الفقهاء في حدّ الرّحم الّتي تجب صلتها فقيل: هي كلّ رحم محرم بحيث لو كان أحدهما ذكراً والآخر أنثى حرّمت مناكحتهما، وعلى هذا لا يدخل أولاد الأعمام ولا أولاد الأخوال.
وقيل: الرّحم عامّ في كلّ الأقارب يستوي المحرم وغيره.
قال النّوويّ: والقول الثّاني هو الصّواب، وممّا يدلّ عليه حديث: {إِنَّ مِنْ أَبَرِّ الْبِرِّ صِلَةَ الرَّجُل أَهْل وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ} رواه مسلم.
وتحصل صلة الأرحام بأمور عديدة منها: الزيارة، والمعاونة، وقضاء الحوائج، والسلام، لقوله صلى الله عليه وسلم: {بلوا أرحامكم ولو بالسلام} أخرجه البزار والطبراني كما في مجمع الزوائد وقال السخاوي في المقاصد الحسنة : طرقه يقوي بعضها بعضا .، وكذلك بذل المال للأقارب، فإنه يعتبر صلة لهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:{الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم ثنتان: صدقة،وصلة} رواه الترمذي وغيره.
ولكن بكل تأكيد إذا كان الرحم غير محرم كابن العم فلا تجوز مقابلته مع اختلاف الجنس، بل المساعدة فقط من غير مقابلة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.