2013-06-11 • فتوى رقم 63042
جزاك الله خيرا
أريد استشارة خاصة: أنا شاب من المغرب أبلغ من العمر 25 سنة, أعمل في مجال التمريض, تعرفت عبر الإنترنت منذ 4 سنوات أي أيام الدراسة في المعهد على فتاة من نفس المعهد, نقاشاتنا كانت في ميدان العمل ومواضيع دينية, تنافسنا في حفظ القرآن, وبقيت علاقتنا على النت, أراها في العالم الواقعي لكني لا أتجرأ على تكليمها, أعجبت بعقليتها وتفكيرها فتعلقت بها, قطعنا الاتصال مرارا, وصلت مدة القطع في بعض الأحيان إلى سنة, وذلك خوفا من الله, لم نتجاوز النت قط.
الآن وقد تخرجت هي الأخرى وصارت تعمل كمولدة بدأنا نفكر في الزواج, فما رأيك؟
وأنا متردد أيضا في عملها, حيث تقوم بمداومة ليلية إلى غير ذلك وأريدها أن تبقى في بيتها, لكنها تصر على العمل لحاجة والديها للمساعدة. فما رأيك أستاذ في مشروع الزواج هذا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كنت لا تستطيع تحمل عملها هذا، ولم تقتنع هي بترك العمل فابحث عن أخرى، وعليك بصلاة الاستخارة فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر .... خير لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ... شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.