2006-07-26 • فتوى رقم 6335
بسم الله
أنجدني يا شيخ .. أنجدك الله
عمري 26 عاماً، منذ أن عرفت الدنيا عرفتها على طريق الله دوماً، وإن تعثرت خطاي أحث الخطى إليه، ومنذ أن عرفتها وأنا مريضة من مرض لمرض لا أعرف لها سببا، لكني كنت متمسكة بربي فهو زادي الوحيد في هذه الدنيا ، وآخر الأمر بلاء أصابني اشتد على نفسي فدعوت الله بكل أنواع الدعاء والتضرع، ليل نهار أن يرفعه عني ، وأنا أحس أن إيماني سينهار إن لم ينقذني الله ، وكنت أدعو يارب أرجوك ساعدني وإلا ذهب إيماني كنت أدعو بانكسار قاتل، والأيام تمضي ولا شيء يتغير، حتى انقلبت حياتي رأسا على عقب وداخل نفسي شك عظيم، وكدت أجن وصوت يصرخ بداخلي يقول مستحيل أن يكون الله موجوداً ويسمع كل هذه التوسلات ليل نهار ولا يجيب، يسمعني وأنا أصرخ إيماني يذهب ولا ينقذني، ضاع كل إيماني الذي بنيته بالصبر والجلد، وبت أشك في كل شيء وأتساءل أين الرحمة وأين العدل وأين الحب الذي يحمله الله لخلقه، تحولت حياتي إلى جحيم، مازلت أحب الله وأحاول أن أحس به في كل شيء وأدعوه وأصلي الطاعات والقيام وأصوم النوافل، لكن شيئا ما دائما يهدني ويقول لي سيتخلى عنك كما تخلى عنك سابقاً، وستحضر نفسي كل العذاب الذي عاشته.
ذهبت للعمرة قبل أيام بذلت كل ما بوسعي كي أستعيد يقيني كنت لا أنام إلا حين يدركني التعب، ولا آكل إلا حين يدركني الجوع، أتهجد وأصلي وأدعو.
وبعد عودتي عدت أسوأ حالاً كأني في دوامة أو غيبوبة لا أملك فيها شيئا إلا أصوات تشككني في كل شيء.. في الرحمة وفي الاستجابة وفي كل شيء ، لكني أتمسك بصلاتي بعد أن عجزت عن كل شيء، وأحاول اختلاس بعض الطاعات كلما خفت أعاصير الشك في نفسي .
ماذا أفعل ، ومالذي يجري أصلاً ، أأنا في وعيي أم في غيبوبة؟
يا رب رحمتك !
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك بالصبر على محنتك، وليس كل دعاء يدعوه الإنسان يستجاب له في الدنيا...
ثم إن أشد الناس بلاء في الدنيا الأنبياء ثم الأول فالأول، فقد أخرج البخاري برقم (5324) عن أحد الصحابة قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك ، فقلت : يا رسول الله إنك لتوعك وعكاً شديداً ؟ قال :( أجل ، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم ). قلت ذلك بأن لك أجرين ؟ قال :( أجل ، ذلك كذلك ، ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها سيآته كما تحط الشجرة ورقها ).
وأخرج الترمذي برقم (2398) عن مصعب بن سعد عن أبيه قال : قلت يا رسول الله : أي الناس أشد بلاء ؟ قال :(الأنبياء ، ثم الأمثل ، فالأمثل ، فيبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان دينه صلباً اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ابتلى على حسب دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشى على الأرض ما عليه خطيئة ).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.