2013-07-15 • فتوى رقم 63572
سؤال جدي رقم الفتوى
أنا في أول يوم من رمضان أصبحت مفطرة وذلك لسبب الدورة الشهرية ففي الصباح تكلمت مع صديق في السكايب وبعد قليل طلب مني أن أريه صدري ففعلت بعد أن شعرت بشهوة, وهو كذلك أراني عضوه الذكري مع العلم أني كنت مترددة وهذه أول مرة وآخر مرة أفعلها, وكذلك بدأت أنزل سروالي قليلا ثم امتنعت عن ذلك, فما يجب أن أفعل؟ هل أصوم أو ماذا؟
أنا محتارة الرجاء الرد.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلتماه هو من المعاصي الشنيعة، وعليكما التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32. وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، وعليك أن تبتعدي عن ذلك الشاب وغيره من الرجال الذين لا يحلون لك بعداً تاما وتنقطعي عن اللقاء به أو حديثه قطيعة تامة، وتسألي الله تعالى وتتضرعي إليه بأن يعينك على ترك المعاصي، مع التصميم على عدم العود، والندم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، فالتوبة النصوح شرطها التوقف عن فعل الذنب، ثم الندم عليه، ثم التصميم على عدم العود إليه، ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، ثم البعد عن رفقة السوء، وصحبة الصالحات وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأرجو أن توفقي لذلك كله، وأدعو لك بالتثبيت على التوبة.
ثم إذا كنت راضيةً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
وعليك قضاء ما فاتك من رمضان، وصيام ما أدركت منه وأنت طاهرة، وأسأل الله تعالى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.