2013-07-16 • فتوى رقم 63595
السلام عليكم
أنا ابن أبلغ من العمر 18 سنة لدي والد مقصر في صلاته ويزني في الشغالات وتعاون مع زوجته الأولى وزوجة أخيه على أمي (زوجته الثانية) المرحومة وسحروها ووضعوا فيها السرطان الذي أدى إلى وفاتها. لم يكن والدي يريدني أن أختلط مع أهل أمي كي لا أعرف الحقيقة ولكني عرفتها بل وتعمقت فيها, وكلما اكتشف شيئا قلبي يزداد سوادا وحقدا وكرها, ولكن قبل أن أعرف الحقيقة لقد وكلت أبي على ميراثي من أمي (حقي), عندها كنت صغيرا وضحك علي وبدأ يهددنني بعدم إعطائي حقي من أمي ولديه عمارة كانوا مشتركين فيها الاثنان: أبي وأمي...
السؤال هنا: هل أستطيع أن آخذ ميراثي منه ميراث أمي المتوفاة المسروق مني وإلغاء توكيلي له؟ وإذا فرضنا بأنه ضيع الميراث وأنفقه (الفلوس) فهل أستطيع أن أطالب به منه وأن يصلني حقي كاملا؟ وأن آخذ نصيبي من العمارة حتى لو رفض؟ وأن أنتقم منه هو والذين تعاون معهم على أمي لأني كل يوم أشعر بحقد وكره ودافع إلى قتلهم ونسفهم من على وجه الأرض؟
أرجوكم أرجوكم أفيدوني فأنا تائه في الظلال والشياطين تلعب بي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن تنازلت له عن حصتك من ميراث أمك، وكنت وقت التنازل بالغا عاقلا راشدا مختارا فليس لك أن تطالبه بالميراث بعد ذلك، وإن لم تفعل ذلك، فلك أن تطالب بحقك، لكن ليكن ذلك باللطف واللين جهد الاستطاعة، وأدعوك لبر أبيك والإحسان إليه جهد الاستطاعة، والدعاء له بالهداية، فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.