2013-07-29 • فتوى رقم 63866
ماهو الحكم الشرعي لشخص متعصب ولا يتحكم في أعماله أثناء عصبيته وفي نفس الوقت يشعر أنه مقيد نحو الصلاة وجميع أعمال الخير وفي قلبه يبكي من الندم والعصب جعله يخسر والديه وعائلته؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأقول له: عليك أن تبتعد عن أسباب الغضب والتحكم بالنفس عند الغضب، روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ))، وإليك أمورا تعينك على ذلك:
_ الاستعاذة بالله من الشيطان: قال تعالى: ((وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِالله إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) (الأعراف:200) وقوله تعالى: ((وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِالله إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) (فصلت:36)، وفي الصّحيح (( أنّ رجلين استبّا عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم حتّى احمرّ وجه أحدهما فقال صلى الله عليه وسلم: إنّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد: أعوذ بالله من الشّيطان الرجيم.))
_ السكوت: روى أحمد في المسند عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ)).
_ الوضوء: وهو من أعظم ما يتحرّز به لاسيّما عند ثوران قوّة الغضب والشّهوة فإنّها نار تغلي في قلب ابن آدم ، روى أبو داود في السنن قال صلى الله عليه وسلم: (( إنّ الغضب من الشّيطان ، وإنّ الشّيطان خلق من النّار، وإنّما تطفأ النّار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضّأ))
_ تغيير الهيئة: روى أبو داود في السنن عَنْ أَبِي ذَرٍّ أن رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (( إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ، فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلا فَلْيَضْطَجِعْ)).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.