2013-08-02 • فتوى رقم 63917
السلام عليكم
أنا شاب مسلم متزوج من مسلمة, والتقيت في السنوات الماضية بزميلة مسيحية متزوجة إلا أنها تركت زوجها لسوء معاملته لها حسب قولها، أحببت هذه الفتاة وأحبتني وأخبرت أهلها بذلك ووافقوا على علاقتي بها وقالت لهم بأننا ننام معا في بيت واحد وهذا يعني أننا نمارس الجنس وكذلك زوجها يعلم بذلك وطلبت منه الانفصال إلا أنه رفض.
في بلد هذه المرأة الفلبين لا يوجد شيء اسمه طلاق في القانون الفلبيني بل هناك انفصال وخلع.
يكون الانفصال بموافقة الزوجين ويأخذ وقتا طويلا ليصدر حكم من المحكمة بذلك وإن رفض أحد الزوجين يبطل القضية.
وبما أنه لا يوجد طلاق فسؤالي هو:
المعطيات كالآتي: أهل الفتاة أي أبويها وإخوتها وأخواتها وزوجها وربما بعض أهلها يعلمون بعلاقتي بها وأننا نعيش معا في بيت واحد, بل أنا تكلمت مع أمها وأختها وقالت لهم ابنتهم بأني سآتي معها إلى الفلبين لرؤيتهم. وبالتالي فسؤالي:
هل تعتبر هذه المرأة حلالا لي وممارس الجنس معها ليس بحرام وذلك لموافقة أهلها لزواجي منها دون انفصال من زوجها السابق وذلك للأسباب التي ذكرتها لكم
وبالتالي توفر شرط موافقة أهلها وعلمهم بذلك وهم بذلك شهود؟ فهل تعتبر زوجة شرعية؟ وممارستنا للجنس ليست حراما؟ علما بأن بعض الفلبينيين هنا في ليبيا يعرفون علاقتنا وليس لأهلي علم بذلك
فهل توفر في معرفة الفلبينيين لعلاقتنا شرط الشاهدين؟ علما بأنها قد اتخذت قرار ترك زوجها منذ يوم سفرها من بلدها إلى بلدي وتعرفت عليها بعد ثلاثة شهور من وصولها إلى بلدي
أفتوني أثابكم الله
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذه المرأة أجنبية عنك من كل الوجوه، وهي متزوجة، ولا يجوز لك الزواج منها قبل أن تنفصل (بالطلاق أو الخلع) من زوجها الأول، وتمضي عدتها وممارستك الجنس معها هو الزنا بعينه، وهو من كبائر الذنوب، وعقوبته إذا رفع للقاضي ذكراً كان أو أنثى وثبت الزنا منه بالإقرار أو بشهادة أربعة شهود عدول أن يجلد مئة جلدة إذا كان أعزب، والقتل رجماً بالحجارة إذا كان متزوجاً من سابق، وإذا لم يرفع للقاضي وستره الله تعالى فيكفيه التوبة النصوح، بالندم والعزم على عدم العود والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح...
فما فعلته من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
فعليك البعد عن أسباب المعصية، ودعاء الله تعالى أن يسر لك الزواج من فتاة تعفك، وكثرة التضرع له بذلك، وملئ وقتك بأعمال مفيدة ونافعة تملئ الوقت، مع مراقبة الله عز وجل، والانشغال بطاعته ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وعليك مجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.