2006-07-26 • فتوى رقم 6392
السيد الأستاذ الدكتور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من أصول الفقه في ديننا الحنيف أن الأصل في الأشياء هو الحل - أي الحلال - ما لم يرد نص بحرمانيتها.
وعلي ذلك فلقد ظللنا لمدة طويلة من الزمان ونحن نشرب المياة الغازية إلي أن خرج علينا منذ عامين من قال إن هذه المشروبات تحتوي علي دهن الخنزير وعلي ذلك فهي حرام شرعا، وثارت الدنيا وتصدت دار الإفتاء في مصر لذلك، وأصدر مفتي الديار المصرية فضيلة الدكتور علي جمعة بأن هذه المشروبات حلال لا شبهة فيها بناءا علي نتائج معامل التحاليل الموثقة، وهدأ الموضوع بعض الشيء إلي أن قام أحد المشايخ في قناة الناس الفضائية من الرجوع للكلام في هذا الموضوع، وليقول أن هذه المشروبات حرام شرعا لتأكد احتوائها علي دهن الخنزير دون أن يحدد لنا ما هو مرجعه العلمي في ذلك، وعليه أرفع لفضيلتكم أن تفتونا في هذا الأمر ، هل هذه المشروبات حلال أم حرام، وماهو الدليل علي ذلك ؟
[email protected]
21/7/2006
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيجب عدم التسرع في إصدار حكم في هذا الموضوع الكثير الانتشار بين الناس، لا بالإباحة ولا بالتحريم، لأن تحريم الحلال من الخطورة كتحليل الحرام، بل الواجب الاتئاد والتروي، وتبين التركيبة لهذا الشراب، فإن ثبت أن فيها كحولا أو شيئا من لحم أو شحم الحنزير ولم يتم تحويله كيميائيا إلى مادة أخرى ، أو أن فيها شيئا ضارا بالصحة العامة للإنسان، حكمنا بحرمته، ووجوب إراقته، وإن ثبت خلوه من ذلك ومن كل مادة ضارة بالصحة حكمنا بحل شربه، ومدار إثبات ذلك على المخابر الإسلامية الموثوقة المتخصصة، ,اتمنى لو يعنى بعض أولياء الأمور في الدول الإسلامية بالقيام بهذه المهمة، وبيان ذلك لعامة المسلمين، وإذا لم يظهر أو لم يتيسر لك شيء من ذلك، ولم يرجح عندك شيء، فهي مباحة، لأن الأصل في الأشياء الإباحة، وربما لو تورع عن شربها عن الشك من غير حاجة ماسة كان أولى احتياطا.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.