2013-08-20 • فتوى رقم 64138
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب أعزب تعرفت على فتاة أحببتها ونويتها للزواج ولم أضرها في شرفها كما يفعل البعض بالفتيات إلى حد اليوم، جاءتني عدة فرص أحسن منها للزواج منها الذهاب إلى أوربا ولم أتركها لأني ابن حلال وأخاف الله، لكن بعد وقت طويل تغيرت عقليتها لأنها أصبحت تعمل وتخرج جميلة المظهر، طلبت منها لباسا شرعيا فرفضت ذلك وبدأت في خلق المشاكل وقالت لي إنها لا تريدني، بعدها أصبحت أمارس العادة السرية لمدة من الزمن، لكوني أحببتها ونويت الحلال نذرت الله أن لا أستمني وأن يرزقها الله لي زوجة، لكن بعد مدة طويلة استمنيت.
ما حكم ذلك مع العلم أني لم أتزوج بها بعد؟
وهل سيضر ذلك في أن تصبح لي زوجة مستقبلا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك كفارة يمين، وكفارة الحنث باليمين أحد أمرين على الترتيب: الإطعام أو الكساء لعشرة مساكين للقادر عليه، أو الصيام ثلاثة أيام متتابعات للعاجز عن الإطعام والكساء، مع العلم أنه لا يصح التكفير بالصوم مع القدرة على الإطعام أو الكساء؛ لأن الإطعام والكساء مقدمان على الصوم لقوله تعالى: ﴿لا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أيام ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [المائدة:89].
فالكفارة بعد الحنث باليمين (لا قبله) هي إطعام عشرة مساكين، بمعنى التصدق على كل واحد منهم بمقدار قيمة /2/ كغ من القمح، أو كسوتهم، فإذا عجزت عن ذلك فعليك صيام ثلاثة أيام متتابعات.
والإطعام المقصود في كفارة اليمين هو تمليك الطعام أو قيمته للفقير، والطعام عند إطلاقه يراد به الطعام الأساسي وهو القمح أو الشعير أو الأرز أو...، والمقدار هو نصف صاع من القمح أو صاع من غيره من الأجناس الأخرى لكل فقير، ومقدار الصاع 3.5 كغ، ومن أراد إخراج القيمة، أخرج ثمن 3.5 كغ، أخرج ثمنها بحسب ثمنه في البلد الذي هو فيه، مع العلم أن إخراج القيمة جائز عند كثير من الفقهاء.
ثم إن رأيت تلك الفتاة صالحة تخاف الله تعالى وتعود إليه، وتتوب من معاصيها فتزوج منها إن شئت، وإلا فابحث عن ذات الدين والخلق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.