2006-08-13 • فتوى رقم 6452
السلام عليكم
أنا منضمة لفريق من المتطوعين الذين يعملون في نقل صورة الإسلام الصحيحة للغرب، وقمنا بعمل مكتبة لنا يضع بها كل منا ما يفيد الآخرين لتنمية مهارتهن، وبالنسبة للشرائط لا نستطيع وضع النسخة الأصلية لكي لا تضيع، فيقوم كل منا بوضع نسخة من الأصل الذي يحتفظ به صاحبه، وهذه النسخة تدور بين الجميع ليسمعوها ويعودوها للمكتبة، فهل في هذا أي اعتداء على حقوق النشر، علما بأننا لا نتاجر بهذه النسخ، وقد سألنا من قبل عن استخدام الجميع لبرنامج بنفس الطريقة وأجاز لنا مقر الإفتاء ببلدنا هذا الأمر طالما أنه بغرض الفائدة وليس التجارة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا الموضوع يدخل تحت اسم الحقوق المعنوية أو الأدبية، وهل هو مال أم لا، وقد اختلف المعاصرون من الفقهاء في شرعية الاستفادة من الأقراص المنسوخة بدون إذن أصحابها، فذهب البعض إلى أن هذا النوع من الحقوق أموال كسائر الأموال الأخرى، فلا يجوز لأحد أن يستفيد منها إلا بإذن من صاحبها ومالكها، وذهب البعض إلى أنها ليست أموالا، ولهذا لا يجوز احتكارها ومنع الناس الآخرين منها، وأنا أميل إلى رجحان القول الثاني، وعليه فلا بأس بشراء هذه الأقراص أو نسخها –في نظري- بشرط أن لا تمنع منه السلطات المختصة في الدولة، فإذا منعت منه وجب الامتناع عنه، لأن أمر ولي الأمر واجب النفاذ ما دام في حدود المباحات، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء:59).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.