2013-10-18 • فتوى رقم 64786
السلام عليكم
ماذا أفعل مع أمي فأنا أعاملها معاملة حسنة ولكنها تذكر للأقارب كل الأفعال الحسنة التي أفعلها معها بالعكس, مثلا أخذتها معي للعمرة وأنفقت عليها وحجزت لها فندقا, وعندما رجعنا قالت للناس كان لا ينفق علي وأخذ لي حجرة غير لائقة. كما أنها تحب سيرة الناس مع أناس يحبون ذلك كما أنهم يكرهونها فيّ وفي أخى ويحبون لنا أن نعيش في حزن دائم ومع ذلك تفضلهم علينا ودائما تطرد زوجتي وتعاملها معاملة سيئة رغم أن زوجتي كانت تخدمها وتسهر على حاجتها من طعام وعلاج وأطباء دون شكوى أثناء فترة سفري إلى الخارج, وأخيرا وددت أن أتصل بها في العيد فلم ترد على الاتصال لأن زوجتي قالت لها أنا مريضة لا أستطيع مواصلة خدمتك..
أرجو الرد والنصيحة لأني حزين جدا على ما تفعله معي وأخاف من الله
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
فعليك أن تسعى في بر أمك وكسب رضاها فأنت الفائز في ذلك ففي بر الوالدين سعادة الدارين، وأسأل الله لها الهداية العاجلة، ولك أن تنصحها وتعظها باللين واللطف في أوقات الهدوء والراحة، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.