2006-08-13 • فتوى رقم 6490
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة العالم الدكتور أحمد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمر بأزمة دينية عنيفة وقلق دنيوي وألم وخوف دائم، والسبب سأحاول إيجازه.
منذ اكثر من 15 سنة ارتكبت كبيرة الزنا ربما 11 مرة ثم ثبت إلى رشدي وتبت إلى الله، و لم أعد إليه منذ ذلك الوقت، وذهبت إلى الحج، وقد أتيحت لي فرصة للزنا قبل الحج بأسابيع وقالت لي نفسي: لعلها آخر مرة وأنا في كل الأحوال سوف أحج، ولكني أردت أن أصدق الله، ومنعني خجلي منه وصدق ندمي أن أفعل شيئاً من ذلك، وحججت والحمد لله، لكن الذي حدث لي بعد الحج ربما بشهور كان شيئاً فظيعاً، فلقد مررت بابتلاءات شديدة في الرزق والصحة، حتى لقد اضطررت إلى الاستدانة لتوفير ثمن الدواء، ولقد لاحظت أن هذا يحدث مع الكثيرين من التائبين. والمشكلة الآن أنني منذ سنتين ارتكبت كبيرة أخرى لا داعي لذكرها، والآن سوف أتوب ولكني مرعوب من أمر التوبة، وسمعت من بعض المشايخ أن الله يفعل ذلك لكي يكفر عن سيئات المرء! ففيما إذن التوبة التي يمحو الله بها السيئات!
والعقدة التي لدي ولدى كثير من التائبين والتي وآرجو آن تفكر لي ولغيري كثيرا لعلك تخفف عنا البلاء، هي: ما هي أعظم الأعمال الصالحة التي يكفر الله بها السيئات، لقد قرأت أنه إذا بكي اليتيم اهتز عرش الله، وقال لملائكته أشهدكم أن من أسكته فإني سوف أرضيه، قرأت أيضا عن صدقة السر، ولكني أرجوك أن تدلني على المزيد لأنني أريد أن أسارع بالتكفير عن ذنوبي لأدرأ عن نفسي عظيم البلاء.
شكرا لصبرك وبارك الله في علمكم.
أشرف سعد، مصر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالتوبة الصادقة النصوح تمحو السيئات بإذن الله تعالى، بل تقلب السيئات حسنات قال تعالى :( إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) [سورة الفرقان:70]
ثم إن أمر المؤمن كله خير له، فقد أخرج الإمام مسلم برقم (2999) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ).
ثم إن أشد الناس بلاء في الدنيا الأنبياء ثم الأول فالأول، فقد أخرج البخاري برقم (5324) عن أحد الصحابة قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك ، فقلت: يا رسول الله إنك لتوعك وعكاً شديداً؟ قال:(جل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم). قلت ذلك بأن لك أجرين؟ قال :(أجل ذلك كذلك، ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها سيآته كما تحط الشجرة ورقها).
وأخرج الترمذي برقم (2398) عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: قلت يا رسول الله: أي الناس أشد بلاء؟ قال:(الأنبياء، ثم الأمثل، فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلى على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشى على الأرض ما عليه خطيئة).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.