2013-10-30 • فتوى رقم 64951
السلام عليكم ورحمة الله
لقد حنثت بيمين منعقدة، حيث حلفت على المصحف على أنني لن أشاهد أفلاما إباحية، لكنني فعلت، وليس بمقدار ما كنت عليه من ذي قبل، وبإذن الله سأفعل المستحيل على أن أتخلى عن هذه العادة، وأنا أدعو الله على أن يوفقني للزواج.
أعرف أنا كفارة اليمين هي إطعام 10 مساكين أو كسوتهم أو صوم ثلاثة أيام متتابعة، فليس بإمكاني أن أصوم ثلاثة أيام متتابعة الأيام الإثنين والخميس، أما بالنسبة لإطعام عشرة مساكين فهل بإمكاني مثلا أن أعطي المبلغ لصاحب مطعم على أن يقوم بإطعام 10 مساكين، أنا في العادة أفطر بما يقدر 2 دولار، هل يعني أنه لكل مسكين عليه أن يفطر مقدار 2 دولار؟
أشكركم جزيل الشكر، انتظر الإجابة بفارغ الصبر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك كفارة يمين، وكفارة الحنث باليمين أحد أمرين على الترتيب: الإطعام أو الكساء لعشرة مساكين للقادر عليه، أو الصيام ثلاثة أيام متتابعات للعاجز عن الإطعام والكساء، مع العلم أنه لا يصح التكفير بالصوم مع القدرة على الإطعام أو الكساء؛ لأن الإطعام والكساء مقدمان على الصوم لقوله تعالى: ﴿لا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أيام ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [المائدة:89].
فالكفارة بعد الحنث باليمين (لا قبله) هي إطعام عشرة مساكين، بمعنى التصدق على كل واحد منهم بمقدار قيمة /2/ كغ من القمح، أو كسوتهم، فإذا عجزت عن ذلك فعليك صيام ثلاثة أيام متتابعات.
والإطعام المقصود في كفارة اليمين هو تمليك الطعام أو قيمته للفقير، والطعام عند إطلاقه يراد به الطعام الأساسي وهو القمح أو الشعير أو الأرز أو...، والمقدار هو نصف صاع من القمح أو صاع من غيره من الأجناس الأخرى لكل فقير، ومقدار الصاع 3.5 كغ، ومن أراد إخراج القيمة، أخرج ثمن 3.5 كغ، أخرج ثمنها بحسب ثمنه في البلد الذي هو فيه، مع العلم أن إخراج القيمة جائز عند كثير من الفقهاء.
وأسأل الله تعالى أن يعينك على ترك المعاصي والذنوب إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.