2013-11-03 • فتوى رقم 65015
السلام عليكم
فتاة تعرفت على شاب من خلال النت من خلال موقع إسلامي للزواج واتفقا على الزواج.. وهذا الشاب ملتزم ومتدين وذو أخلاق.. ولكنه ينوي أن يخفي زواجه عن عائلته وعن زوجته الأولى.. ليس هذا فقط وإنما يريد أن يخفي زواجه للأبد أي أثناء الحياة وأثناء الممات فلا يعلم به أحد أبدا.. ويقول إنه سيقوم بتوزيع الحقوق المادية بالتساوي بين أبنائه إذا رزقه أبناء من هذه الفتاة الجديدة التي تعرف عليها من خلال موقع الزواج ويقول أنه مستعد لكتابة جميع الأوراق والضمانات المالية التي تثبت حق هذ الفتاة... مع ملاحظة أن زواج هذا الشاب من هذه الفتاة سيتم بالعلن وبموافقة ولي أمرها وجميع أفراد عائلتها.. رغم أن عائلتها في أول الأمر كانوا غير موافقين على هذا الزواج ولكنهم وافقوا لأن الفتاة مصرة ومتمسكة بالشاب ولأن سنها كبير (35 عاما) وفرص الزواج أمامها قليلة.. السؤال هنا: هل هناك عقوبة من الله على مثل هذه الطريقة للزواج؟ وهل إرغام العائلة على الموافقة على الزواج في ظل هذه الظروف يعتبر هذا الزواج غير جائز؟ وهل هذا الزواج حلال في الإسلام؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن استوفى هذا الزواج أركانه وشروطه فهو صحيح، وأنصح بصلاة الاستخارة قبل الإقدام عليه، فالله تعالى وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر .... خير لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ... شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
ولكني لا أنصح بهذا الزواج ما دام الزوج ينوي أن يكون سرا دائما.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.