2013-11-06 • فتوى رقم 65043
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخ كن أحد أقاربي قد أخذ قرضا من البنك ليقوم ببناء بيت وهذا القرض تستحق قيمته على سبع سنوات على أن يقوم شهرياً بسداد مبلغ معين من مرتبه، وهذا القرض عليه فائدة وقد قلت له أن ما فعلته ربا بسبب تلك الفائدة، قال لي أنه اضطر إلى ذلك بسبب مشاكل شديدة في بيت العائلة وأراد أن يستقل كي تخف حدة تلك المشاكل، هو الآن ندمان على ما فعله ويخاف أن يلق ضرراً بسبب هذا القرض مع العلم أنه يخرج الكثير من الصدقات، ويتصدق للجمعيات الخيرية وأنه لا يقدر إلا أن يسدد المبلغ على أقساطه، فليس معه المبلغ الآن، هل تقبل توبته؟ وهل تكون صدقاته وما يخرجه من حر ماله مكفر له عن هذا؟
أرجو من حضرتكم أجابة تشفي صدري.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ الله وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278-279]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
وعلى المتورط في ذلك أن يسارع إلى سداد القرض الربوي كله، ويبذل في ذلك كل وسعه، ولو ببيع شيء مما يملكه، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.