2013-12-09 • فتوى رقم 65402
السلام عليكم ورحمة الله
أرجو من السادة العلماء جوابي على هذا السؤال: أنا شاب أبلغ 22 سنة، منذ 4 سنوات تقريبا انتهت علاقتي بفتاة دامت ثلاث سنوات.
مشكلتي هي أنني مارست معها الجنس عدة مرات وبشتى الطرق والأشكال: حتى المحرمة منها والأوضاع الشاذة... مع علمي أن ذلك محرم، اليوم ومع تقدمي في السن ووعيي أكثر في المسائل الدينية والشرعية وتقربي أكثر من الله ومحافظتي على الصلاة أصبحت هذه الذكرى تمثل كابوسا حقيقيا لي في الآونة الأخيرة. أود أن أعرف هل يغفر الله لي علما أنني لم أعاود هذا الفعل منذ تلك الفترة مع أي فتاة ومع العلم أيضا أنني نادم بشدة على ذلك الفعل؟
جزاكم الله كل خير والسلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته سابقاً من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه.
والآن عليك ستر نفسك، وعدم إخبار أحد بما كان منك، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
قال الله تعالى: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [الزمر: 53]
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.