2014-01-02 • فتوى رقم 65564
السلام عليكم
أنا فتاة أبلغ من العمر 28 سنة، أتممت دراستي الجامعية وأشتغل طبيبة.
تعرفت منذ سنة على شخص مقيم ببلد أجنبي وأحببنا بعضنا وأراد التقدم لخطبتي لكن أمي رفضت مقابلته ولم توافق عليه وأثرت على أبي ليرفضه (بالرغم من أنه وافق عليه في الأول عندما فاتحته في الموضوع). وأسباب رفضها له هي: أنه مطلق وله أطفال من امرأة أجنبية، ويكبرني بـ 15 سنة، و مستواه الدراسي أقل من مستواي.
تحدثت معهم كثيرا وقلت لهم أن ما أبحث عنه في شريك حياتي وجدته في هذا الشخص من دين وأخلاق وحسن معاملة وبر والدين وحنان وطيبة... إلا أنهم لم يعيروا كلامي أي أهمية وقالوا لي أن لا رأي لي في من سيكون زوجي وأن أهم شيء لديهم صورتهم الاجتماعية وكلام الناس (مع العلم أن والدي مستواهم الدراسي جامعي وأبي يدرس شريعة).
هناك من حاول إقناعهم من الأشخاص الذين أعرفهم ولكن لا جدوى.
في بلدي، القانون يمنحني الحق في الزواج بدون ولي مادام عمري فوق 18 سنة ولدي الأهلية الكاملة، إلا أننا لن نقوم بذلك لأنه شرعا سيكون زواجا باطلا.
مع العلم بأني كنت أستعد منذ مدة للسفر إلى بلد أجنبي لإكمال الاختصاص هناك، وقد أكرمني ربي بأن بعث لي هذا الشخص في الوقت المناسب لأني محتاجة جدا إلى وجوده إلى جانبي، ومع إصرار والدي على الرفض لم أجد ماذا أفعل!
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كنت بالغة راشدة فعليك إقناع والدك بمن تريدين الزواج منه إن استطعت باللطف واللين وإلا فالأفضل لك أن تنسي ذلك الشاب، ولعل الله أن يبعث لك من هو خير منه وما ذلك على الله بعزيز، وفي ذلك بر بوالدك، ثم عليك انتظار خاطب غيره توافقين عليه أنت وأبيك.
إلا أنك إذا وجدت تعنتا من والدك في المنع من غير مبرر فلك رفع الأمر للقاضي للبت في الموضوع، ولا أنصحك بالزواج منه بدون ذلك، لما قد يترتب عليه من الضرر، ولو تزوجت منه بدون موافقة الولي ولا القاضي فالزواج محل اختلاف الفقهاء، فمنهم من أجازه ومنهم من أفسده.
ولكنني لا أرجح زواجك منه دون موافقة الولي حتى عند من أجازه، لما قد يترتب عليه من آثار اجتماعية غير مستحسنة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.