2014-01-02 • فتوى رقم 65565
السلام عليكم
أما بعد: أنا شاب في 19 من العمر، وقد تعرفت على فتاة تدرس معي في الصف وأحببتها أصبحنا أحيانا نجلس مع بعض ونتحدث لكن جل حديثنا يكون محتشما كالتحدث في الدراسة أو الأهل و يكون خاليا من عبارات الحب والأفعال كمسك الأيدي فأنا شاب محافظ على صلاتي ملتزم بتلاوة القرآن وأنا على يقين تام بحكم تلك الأفعال، وما أعجبني في تلك الفتاة هو حسن تربيتها ودينها والتزامها فقل ما نجد من مثلها في مجتمعنا القذر الآن، وأنا على نية الزواج بها وطلب يدها لكن بعد إتمام دراستي، فهل أكمل علاقتي العادية بها إلى أن أتقدم إلى أهلها؟ وكما أخبرتك من قبل فكل معاملاتي بها وحديثي عادي وخال من أي شهوة أو لمس أو مغازلة أو أي شيء من هذا القبيل، أنا فقط أحبها لتربيتها ولدينها
أتمنى أن تنصحني وترشدني إلى ما فيه خير وشكرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليكما قطع العلاقة الآن تماما، فالصداقة مع اختلاف الجنسين ممنوعة شرعاً مهما كانت تبريراتها لأضرارها المستقبلية الكبيرة، والحديث بين الجنسين أيضاً ممنوع لخطورته مهما كانت النيات طيبة؛ لأن له انعكاسات خطيرة تتسلل للنفس مع نزعات إبليس، فيجب تجنبها إلا في حدود الضرورة وبكامل الأدب.
قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[النور:30-31].
وقال صلى الله تعالى عليه وسلم: (لا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا) رواه أحمد وابن حبان.
وحين تتمكن من الزواج تتقدم لخطبتها من أهلها، ولا يجوز لك أن تقيم علاقة معها قبل ذلك، وأسأل الله تعالى لك التوفيق.ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.