2014-02-19 • فتوى رقم 66251
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في سنة 2000 التقيت بفتاة كانت هاربة من الفقر المدقع الذي يعيشه أهلها وظروف أخرى لا أعلمها. وفي ذلك الوقت كنت أعيش في ضلالة وبعدها بثلاثة أشهر أرجعتها إلى بيت أبيها وتم خطبتي لها من أبيها على سنة الله ورسوله ورزقنا الله بولد عمره الآن 13 سنة وبنت عمرها الآن 10 سنوات، في البداية رغم معارضة كل أهلي على زواجنا والحمد الله يوما بعد يوم تم قبول الأمر وتحسن الأمر كثيرا، وهكذا كوّنا أسرة مبنية على الاحترام المتبادل وعلى ما تنص عليه الشريعة الإسلامية.
وبعد مرور السنين أصاب زوجتي مرض مزمن عافاكم الله أصبح عليها السير يوميا ساعة. وهذا أدى إلى سوء تفاهم من طرف العائلة لخروجها وحدها وهذا رغم خروجها بإذن زوجها. فبدأت الأقاويل بأنها تخرج للتسوق وزيارات المحلات لا للمشي كما تحدثنا سابقا. وهكذا يوميا أصبح أخي يتتبعها ويقتفي أثرها في خروجها. ثم أتى الأخير إلي وقال لي إنها توجهت لمحل وجلست فيه نصف ساعة في 9 صباحا، وهذا أدى إلى تفكيك الأسرة بالكامل. وهي الآن مع أولادي في بيت أبيها وقضية الطلاق الآن في المحكمة. وما لحظته أنا هذي الزوجة في 4 أشهر الأخيرة ليست في مزاجها بحيث إنها تغيرت ولم أشاهد كزوج عادتها المألوفة في المزاح والابتسامة بل ظهر عليها نوع من الكآبة لا أكثر وذلك لبعد العائلتين معا بحيث أنها عائلتها تسعى وراء المال بدون أخذ الاعتبار لابنتهم وعائلتي من أجل ماضيها وسفورها.
ولكوني بين أفراد أسرتي من جهة وأبناء المنطقة من جهة ثانية فالكل يعتبر أسرة واحدة لا تغيب شائبة من قريب أو بعيد فأصبحنا نعاني كأسرة صغيرة مما يروى ويحكى في المنطقة.
هذه القطرة التي أفاضت الكأس والتي جعلت السنة الأقارب لا أكثر تتهافت وتهرف من أجل جعل هذي الأسرة تقف أمام باب مسدود حائرة. حيث خرجت هذي الأسرة في الأخير إلى تفكك أسري. فبطلاق هذي الزوجة أنا متيقن علم اليقن أن هذي الزوجة ستعيش حياة الجحيم في بيت أهلها لأنهم يرفضون وجودها وأولادها بدون مال، هذا من جهة ومن جهة أخرى وهو اللغز الأكبر: ما ذنب هذين البرعمين اللتان عاشا عيشة رغدة بوجود أبويهما ولأسباب القيل والقال وعدم التأكيد وصلنا إلى طريق مسدود رغم أن هذا الحديث لم يكن شائعا بين أفراد المنطقة والحي الذي أقطنه.
السؤال المطروح الآن: دلوني بربكم
- أأتبع الأسرة الأساسية من أم وأب وإخوة في طلاقي هذه المرأة وتشريد الأبناء وأبقى بين أحضان الأسرة الأساسية وارتكاب مفسدة أكثر من مصلحة أم ألجأ إلى العش الذي بنيته مع هذي المرأة عن كل ما قيل ويقال في كرامتي وشرفي محافظا على هذين البرعمين – أولادي –
- شيخينا الفاضل: رجائي وأملي أن أجد عندكم الحل والدواء الشافي والكافي لحل هذه المعضلة على بركته الله وسنته وما يرضي المولى عز وجل.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليس عليك أن تتسرع في طلاقها، بل ردها إليك، وابذل جهدك في إبعادها عن كل رجل أجنبي عنك، ولك أن تبعد عنها كل جهاز يمكن أن تتصل من خلاله بالرجال الأجانب، ولا توسوس ولا تشك، والأمور تبنى على غلبة الظن لا على الشكوك، وأسأل الله لكما التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.