2014-03-02 • فتوى رقم 66434
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى جوابا شافيا بأدلة من القرآن والسنة عن التمييز بين الأبناء والتفرقة بينهم
أنا الوالد لم يصرف علي من كنت صغيرا إلى الآن، كان دائما يهينني على أتفه الأسباب ويضربني على أسباب تافهة، طردني من المنزل أكثر من 7 مرات وكل مرة آتي له يطردني مع العلم أني لست مخطئا بشيء فقط لأن أخي ما كان موجودا وقتها بالبيت لدرجة أني لا أقدر أن أقول لأبي لا، دائما يمدح أخي ويذمني، رفض إكمالي للدراسة الجامعية ولكن الحمد لله درست، رفض أكثر من وظيفة حكومية برواتب عالية بسبب أن أخي لم يتوظف وقالها لي: ما أريدك أن تصير أحسن من أخيك، والكثير الكثير ومع الأسف دمر مستقبلي ونفسيتي والآن عمري 26 سنة وما يقارب 6 سنوات لم أقابله، وقابلته قبل فترة وقلت له لست مسامحك بالدنيا والآخرة على أي شيء فعلته لي، أريد فتوى بالنسبة لتصرفات الوالد وما المطلوب مني دينيا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلك أن تتوظف وتعمل في المكان الذي يناسبك، وليس له أن يمنعك من ذلك، وعليك أن تجتهد في نسيان ما كان منه، فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسن لأبيكم قدر إمكانك وتحاول بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، وإلا كنت مسيئا مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.