2014-03-06 • فتوى رقم 66497
تقدمت لفتاة كنت قد عرفتها من خلال الفيس بوك بعد حادث وفاة أخي في مباراة بورسعيد التي راح ضحيتها 74 شاب وطفل, خطيبتي محجبة ولكنها غير ملتزمة دينيا بالمعنى، وهي تعمل كمدرسة رسم ومسئولة عن قسم الديكور في مدرسة خاصة.
السؤال مع مرور الوقت بعد خطبتنا في إحدى المرات جاءت إلى بيتي ولم يكن هناك أحد فزنينا، ولكن ليس زنا كاملا بمعني أنها لا تزال عذراء، وبعدها كررنا نفس الشيء مرات كثيرة وبعد مرور شهور علي هذه الحالة السيئة اتفقنا علي عدم تكرار مثل هذا الموضوع حتي نتزوج كي لا نغضب الله، ولكن قمنا بهذا مرة تلو المرة وكل مرة نتفق أنها آخر مرة حتي أني في إحدي المرات بعد أن قمنا بهذا اتصلت بها وقلت دعاء سيد الاستغفار وجعلتها تقوله معي كي لا نفعلها من جديد، وللأسف قمنا بهذا مرتين بعدها خلال 15 يوما، فهل أكمل معا أم انفصل عنها كي أنهي هذه العلاقة المحرمة؟ علما بأني من يطلب هذا الأمر عادة وعلما بأني لا أريد أن أفعل هذا، ولكن كلما استمرت خطبتنا كلما استمرت المعصية حتي الآن خلال عام.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالخطيبان قبل العقد أجنبيان عن بعضهما من كل الوجوه كالغرباء، ولا يجوز لهما الخلوة، ولا المصاحفة، ولا الكلام إلا في حدود الضرورة وبكامل الحجاب والأدب وأمام الأهل وعلى مسمع منهم ما أمكن، ولا يجوز لهما النظر إلى بعضهما إلا أمام الأهل وفي حضرتهم بالحجاب الكامل، وهو ما بستر جميع البدن سوى الوجه والكفين؛ لأن الخطوبة للتبين فقط، وقد يحدث عدول عنها قبل العقد.
أما بعد عقد القران فيحل للرجل من المرأة ما يحل للزوج من زوجته تماماً، لكن عليه قبل الزفاف أن يراعي العادات والتقاليد المتبعة في بلده، ولا يخرج عليها قدر الإمكان.
فما فعلتماه هو من المعاصي الشنيعة، وعليكما التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، وإن لم يعتبر زنا، فهو من مقدماته، والله تعالى نهانا عن ذلك أيضاً فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32. وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، فعليكما التوقف فورا عن أي اتصال إلى حين العقد، وأسأل الله أن يوفقكما لتوبة نصوح.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.