2014-03-08 • فتوى رقم 66511
أنا والدي متوفى وأظن أن أمي على علاقة برجل آخر، وطبعا لا أجرأ على مواجهتها بذلك لكني وجدت بعض الأدلة على هذا الشيئ ويوجد مشكلة أخرى كأي أم مع ابنتها فتضربني منذ الصغر حتى إلى الآن، وأشعر بتفرقة في التعامل مع أخواتي، ولا تجعلنا نحب بعضا، ولا تسعى للصلح بيننا، وأنا منذ فترة بدأت أنهرها وأسبها بالقول واللفظ وأضربها أيضا مثلما تفعل معي، وأنا أخشى عقاب الله فأيد أن أسأل: هل يكون ذنبي كبيرا حتى لو هي مثل ما قلت في البداية؟ وهل يجوز الهروب والبعد عنها؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأرى أن توسطي أهل الخلق والدين والسمعة الحسنة في العائلة أو المكان الذي تعيشون فيه، لينصحوها ويعظوها ويذكروها بالله تعالى، ويسعون في تغيير أخلاقها، وعليك أنت أن تفعلي ذلك في أوقات الراحة والهدوء، وتحسني من تعاملك معها، ولا شك أنها ستتغير، قال تعالى: ((وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيم))[فصلت :35]، وقال سبحانه: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَالله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران:134)، ولا يجوز لك مقابلة إساءتها بإساءة مثلها، وأوصيك بكثرة الدعاء بإصلاح الأحوال، ولها بالهداية، وحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8)، وأسأل الله لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.