2014-03-08 • فتوى رقم 66529
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ، سؤالي هو الآتي:
توفي جدي رحمه الله سنة 1969 و كانت له أخت وحيدة توفيت قبله سنة 1967 رحمها الله ولكليهما أبناء وبنات.
جرى العرف في قريتنا أن البنت لا تأخذ نصيبها من الأرض التي يتركها والدها بل تكتفي بأخذ الذهب الذي تتركه أمها، بل أن البنت لا تطالب بحقها في ذلك وجرى العرف على ذلك لأجيال و ليوم الناس هذا للأسف.
وقد توفي جدي رحمه الله ولم يعط نصيب أخته رحمها الله من الأرض وهي ايضا لم تطالبه بذلك و نحسبه عن طيب خاطر، بل ربما لم يخطر على بالها اصلا المطالبة بنصيبها من أرض والدها باعتبار أن العرف جرى على هذا وكانت العلاقة بينهما طيبة جدا الى أن لقيا الله على ذلك .
يريد الآن أخوالي الرجوع الى هذا الموضوع و حصر نصيب عمتهم من ميراث جدهم و إعطائه لأبناء عمتهم و بناتها (لديها بنتين و ثلاثة ابناء منهم ابن وبنت توفيا الى رحمة الله وتركا هما أيضا ورثة: أي أن عدد الورثة أصبح كبير ومتفرع و متشعب) وهم يريدون بذلك إبراء ذمة جدي رحمه الله أمام الله تعالى باعتبار أنه ولو من غير قصد لم يعط نصيب أخته من ميراث والدهما .مع العلم أن أبناء عمتهم لم يطالبوا يوما بهذا الميراث بل لم يخطر على بالهم أصلا ذلك باعتبار العرف جرى بذلك كما ان الأرض هذه قد مر عليها زمن طويل وتمت قسمتها على أخوالي ومنها ما تم استغلاله للسكنى وغير ذلك.
السؤال هنا هو: ما دامت العمة لم تطالب بنصيبها و لا أبناؤها من بعدها وطيلة أكثر من أربعين سنة و عن طيب خاطر ودون اي تحفظ من أحد تعتبر إبراء لذمة جدي أمام الله تعالى مثل الدين الذي يجب تسديده؟ أم أنه يجب على أخوالي -وهنا الوجوب خيارهم هم لإبراء ذمة والدهم وهم يعلمون أنه لا ذنب لهم و لكن هدفهم الوحيد هو رضاء الله تعالى عن والدهم – أن يعطوا هذا النصيب ولو في شكل مال هو قيمة العقار الى بقية ورثة عمتهم ولو ان الأمر من الناحية العملية صعب ومتشعب .
أفيدونا أفادكم الله وجزاكم الله خيرا و السلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أحسن أخوالك بقرارهم إنصاف ورثة العمة بدفع نصيب أمهم من الأرض لهم، ففي ذلك إبراء لذمة الجد، ولابد من تنبيه الناس لضرورة تغيير هذه العادات، وأسأل الله لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.