2014-03-13 • فتوى رقم 66557
السلام عليكم
أنا طالب مبتعث في كندا وأعاني من سمنة السبب الأكبر فيها تناولي لعلاج الكورتزون بسبب مرض الثعلبة الذي يلازمني منذ عام 1999 ميلادي.
هذه السمنة مسببة لضرر نفسي كبير لدي، حتى أنني لا أستطيع أن ألبس جيدا بسبب التكتلات الدهنية في منطقتي الفخذين والأرداف ولا يوجد حل إلا في العملية وهي مكلفة، وقد حاولت جاهدا الاقتراض ممن أعرفهم ولكن بدون أي نتيجة، وقدم لي أحد البنوك الكندية عرضا بقرض ربوي.
هل يجوز لي أخذه علما بأنني مضطر جدا لعمل هذه العملية؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا هو الربا المحرم والمنهي عنه، ولا يجوز أخذ قرض بفائدة، قليلة أم كثيرة، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278-279]، ولا يباح الربا إلا عند خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وما ذكرت ليس منه، فعليك أن تفتش عن حل آخر غير القرض الربوي، وأرجو أن توفق لذلك، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه، وقال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3]
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.