2014-03-14 • فتوى رقم 66579
السلام عليكم
فتاة لدي مشكلة كبيرة في التعامل مع أمي أفعل كل شيء باستطاعتي لأرضيها و لا ترضى و لا يعجبها شيء مما أصنعه أحاول جاهدة لإعانتها في الشؤون المنزلية ولكنها لا ترضى، تدعو علي دائما بالشر وعلى أبسط الأمور دعاء ينفطر القلب لسماعه ولكن الرب رؤوف رحيم، لا أستطيع التوفيق بين طلباتها ومتطلبات دراستي مع أنها تريدني أن أكمل دراستي لأن ما يهمها هو كلام الناس ورضا الناس. و قد حدث أن انقطعت عاما عن الدراسة لمشاكل نفسية تعترضني، وكان عام الحزن أذاقتني فيه المر بكلامها الجارح لأن أوج ما يهمها هو كلام الناس مع أني كنت أسعى جاهدة لمرضاتها أكلمها و لا تفهمني أبدا ولا تفهم طبيعة مرضي تهينني بسبب لباسي الشرعي، وتقول أنت تلبسين هذا وتفعلين كذا، أفتوني كيف أتصرف ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تطيعي أمك في المباحات لا في المعاصي، وبما لا تتضررين منه، وعليك أن تجتهدي في نصحها بالحكمة واللين لتغير من طباعها، وذلك في أوقات الراحة والهدوء، ولا تكلفين أكثر من ذلك، فالواجب على الأولاد بر والدتهم والإحسان إليها وطاعتها، وعدم عقوقها أو معاملتها بالغلظة والشدة، قال الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا﴾ [الإسراء:23].
وقد حذر الشارع من عقوق الوالدين، وبين أن دعوتهم على أولادهم مستجابة، لذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الوالدان على ولدهما إلا بخير، فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم) أخرجه مسلم.
لكن دعاء الوالدين على أولادهم أو غضبهم عليهم بغير حق لا يجوز، والدعاء بغير حق لا يستجيب الله له إن شاء الله تعالى كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم) أخرجه مسلم.
وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.