2014-03-18 • فتوى رقم 66613
أنا ممرض أعمل في مصلحة في مستشفى عمومي. كان في المصلحة عجوز مريضة بمرض في الرئة والقلب وكانت حالتها حرجة نوعا ما. فعالجتها بالأدوية المكتوبة في ملفها الطبي وقمت طوال النهار بمراقبتها من حين إلى آخر فكانت تتحسن تارة وتمرض تارة أخرى. ولم أجد داعيا لإخبار الطبيب لأنها لم تكن مستقرة في مرضها. (حيث كان ذلك اليوم يوم جمعة، أي يوم عطلة. ولم يكن يعمل طبيب المصلحة. فقط كان هناك طبيب الاستعجالات الذي يعمل) وفي آخر النهار عندما خرجت وسلمت المهام إلى الممرض المناوب الذي يأتي بعدي سمعت أنها توفيت. حيث قال لي الممرض أنه جاءها الطبيب ولم يفعل لها شيئا وقال إنها كانت كبيرة في السن وكانت ستموت بأي حال من الأحوال. السؤال هو: هل أنا مذنب حيث إنني لم أخبر الطبيب مبكرا؟ وهل لي من توبة؟ لأنني أشعر أنها ماتت بسببي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فاستشر الطبيب واسأله هل كنت مقصرا في ذلك؟ وهل كان تقصيرك هذا سببا في موتها؟ فإذا تأكدت أن الموت كان بسبب خطئك، وكان ذلك لا يجوز أن يحصل عادة من أمثالك، فهو قتل بالتسبب عند بعض الفقهاء، وفيه الدية على عشيرتك وليس عليك، وعليك جزء منها بسيط كأي فرد من أفراد أسرتك أو عشيرتك، وتدفع الدية لورثة الميت إذا طالبوا بها، ومقدارها يساوي قيمة (4،25) كغ من الذهب الخالص، وعليك الكفارة، وهي صيام شهرين متتابعين (من الأشهر الهجرية)، أو ستين يوما متتابعة مطلقاً، ويمكن أن تصومها في الشتاء البارد الذي يقصر نهاره على قدر إمكانك، ولا بديل للصوم عند أكثر الفقهاء، وقال الشافعية بجواز دفع بدل يساوي إطعام ستين مسكينا عند العجز عن الصوم، وإطعام المسكين يساوي قيمة 25 كغ من القمح تدفع لستين فقيراً، وقال البعض لا كفارة عليك، أما إن لم تتأكد أن الموت كان بسببك، أو كان ذلك يحصل من أمثالك بحسب العادة، فلا دية عليك إن شاء الله ولا كفارة، لكن عليك أن تتوب وتستغفر وتكون حريصاً على تجنب الأخطاء في المستقبل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.