2014-03-22 • فتوى رقم 66675
السلام عليكم
إن والدي أي أبي وأمي متوفيان منذ فترة زمنية طويلة، وإنني قد أدركتهما قبل وفاتهما في برهما وإعانتهما في العلاج أو الخدمة وأثناء الوفاة، ولكنني قصرت في برهما أثناء حياتهما وهذا شيء يؤرقني كثيرا، وأنا أقوم الآن بالدعاء لهما والتصدق عليهما، وإنني أخشى ألا يتقبل الله مني ذلك، وهل تقبل الصدقات وتصل إليهما وينير الله قبورهما كروضة من رياض الجنة؟ وهل يجوز أيضا الدعاء والتصدق على روح أجدادي وخالي المتوفين؟ ولقد علمت دورهما حقا عندما أنجبت بل ثلاثة أحفاد
ولكم جزيل الشكر
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا مانع من ذلك، فيمكن بر الوالدين بعد موتهما بالإكثار من الدعاء لهما، ويمكن فعل ماشاء العبد من الطاعات النوافل وهبة ثوابها لهما، فيصل الثواب إليهما إن شاء الله تعالى، دون أن ينقص من أجره هو شيء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)) أخرجه مسلم.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ ممّا يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علّمه ونشره، أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورّثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السّبيل بناه، - أو نهراً أجراه، أو صدقةً أخرجها من ماله في صحّته وحياته يلحقه من بعد موته» رواه بان ماجه.
وله أن يبرّ صديقهما، فإنّ حفظ الود لأصدقاء الأبوين هو من برهما.
وعَنْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ: «بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا» رَوَاهُ أَبو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ، و الحاكم في المستدرك وصححه. معنى الصلاة عليهما: أي الدعاء لهما.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.