2014-04-16 • فتوى رقم 66921
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد مشاجرة دخلت لأغتسل أو أقضي حاجتي أو هروبا من المشاجرة، وبينما أنا أغتسل أو أخلع ملابسي استعدادا للاغتسال تخيلت حوارا لا أتذكر إن كان هو الحوار السابق في المشاجرة أو مشاجرة قديمة أو حوارا لم يحدث أصلا في الحقيقة على أرض الواقع. فتخيلت أنني أتحدث مع زوجتي وأتشاجر معها وقد أكون بدأت في النطق بما يدور في خيالي أو كان حديثا نفسيا دون نطق ثم تخيلت أني أعنفها وأقول لها لفظ الطلاق وتحرك لساني بلفظ الطلاق ولا أتذكر إن كنت أسمعت نفسي أم لا ولكن شفاهي كانت مفتوحة فاستكمالا للتخيل الداخلي نطق لساني بالطلاق تبعا للتخيل. لم أكن مغمى علي ولا نائما ولا سكرانا ولم يكن عقلي زائلا. ولكنه تخيل فنطق لساني بناء على هذا التخيل ولم أكن أريد إنشاء الطلاق ولا الفراق. نعم قد يكون القلب مليئا بالكره وهو ما دفعني لهذا التخيل. لكني لم أكن اتخذت قرار طلاقها وفراقها ولكني وجدت لساني ينطق بها وأنا أتخيلها في نفسي مثلما تخيلت باقي الحوار والتعنيف لكن باقي الحوار والتعنيف قد أكون تلفظت فيه بكلام عادي أو كان حوارا نفسيا فقط. فهل يقع بهذا طلاق أم أن حالتي يتم إلحاقها بطلاق الغافل الذي لا يقع؟ هل إذا كنت مسترسلا مع التخيلات وسرحانا كما يقولون بالعامية المصرية عندنا فلا يقع الطلاق؟ علما أني لم أخطئ في لفظ الطلاق بمعنى أني لم أكن أقول كلمة فجرى على لساني كلمة الطلاق مكانها. ولكن كان هذا ضمن تخيلي للشجار معها وتخيلي أنها تطلب الطلاق مني أو تخيلي أنها فعلت أمرا ضايقني فتخيلت أني طلقتها من أجل ذلك. وهل إسماع نفسي لفظ الطلاق شرط لوقوعه في حالة اعتدال السمع وانعدام المانع؟ قد يكون صوت المياه أثناء الغسل منع سماعي وقد أكون حركت لساني بهمس لا يسمع نفسي.
أفيدونا خاصة وأننا بيننا طلقتان على مذهب الجمهور
جزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذه وساوس فلا تلتفت إليها، ولا تفكر فيها، ولا تسأل عنها، ولا تعمل بمقتضاها.
والوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراً من الناس الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه، مع تجاهل تلك الأفكار تماما وعدم الوقوف عندها.
وأرجو أن تكثر من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.