2014-07-06 • فتوى رقم 67451
السلام عليكم
أنا شاب عزب أبلغ من العمر 22 عام أصلي والحمد لله لدي مشكلة وهي ثاني أيام شهر رمضان المبارك وأقسم وقتي بأن أقرأ القرآن وأتحاور مع الأهل وقليلا أتفرج على التلفاز وكل هاذا جيد ولكن في الليل وأنا أتفرج عل كرة القدم كنت أتصفح الانترنت ولعن الله الشيطان وسوس لي ووجدت نفسي أبحث عن صور كرتونية تكشف العورات وممارسة الجماع وتماديت في ذلك البحث وشمل البحث حتى صور حقيقية و اشتدة بي الشهوة وأنا أعرف أن ما أفعله محرم وأصبح قلبي ينبض بقوة فدخلت إلى الحمام لكي أتفحص إن كان قد نزل المذي وعندها وجدت نفسي أريد الاستمناء بيدي وكان النقال لا يزال على تلك الصور فأصبحت أنظر مجددا، وكنت على وشك أن أستمني بيدي و لكن قلت في نفسي شهر رمضان و أني كنت عند اشتداد الشهوة أستمني بيدي ولكني قلت أني سأحاول أن أتغلب على نفسي في رمضان وأصبحت أأنب نفسي وما هي إلا لحظات وألغيت الصور وخرجت من الخلاء مسرعا واستغفرت الله، السؤال هو :أعرف أنا ما عملته محرم، ولكن الذي أريد معرفة هل ما فعلته أشد ذنبا أم إذا من مشاهدة أول صور محرمة استمنيت بيدي لكي أقطع طريق الشيطان؟
أرجو الإجابة على سؤالي بكل وضوح
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنظر إلى الأفلام الجنسية والصور العارية والنظر إلى عورات الآخرين كله حرام شرعاً، سواء مع الزوجة أو بدونها، وكل ذلك من خوارم المروءة، ويخالف الأخلاق العالية الرفيعة التي أمر الإسلام بها وامتدح بها نبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4]، ولا يمكن إباحتها، ولو أبيحت له لأبيح صنعها وتصويرها، وهو أغرب الغريب!.
ومشاهدة الأفلام المتهتكة طريق الوصول إلى الفاحشة، ولذلك حرم لما سوف يؤدي إليه غالباً، والأضرار التي هي نتائج هذه المحرمات كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي.
فعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناته، لا تخفى عليه خافية، وعليك أن تكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلن له عجزك وضعفك، وتطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعاني منه، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها مع غض البصر عما حرم الله، وترك رفقاء السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل الوقت، مع السعي للزواج ما أمكن، والاستعانة بالصوم فإنه وجاء ووقاية كما أخبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وأسأل الله تعالى أن يثبتك على طاعته، ويحفظك من معصيته، إنه سميع مجيب.
وإن وقعت -لا قدر الله- في المعصية فأتبعها بتوبة صادقة نصوح، بالاستغفار والندم على المعصية والعزم الأكيد على عدم العود إليها، فبذلك يغفر الله لك إن شاء الله تعالى، فإن عدت إلى المعصية فعد إلى التوبة النصوح من جديد، روى أحمد في المسند عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.