2014-07-27 • فتوى رقم 67863
السلام عليكم
أنا كنت أحب صديقي كثيرا لدرجة أنني كنت أفعل المعاصي لإرضائه، ثم علمت فيما بعد أن هذا أعظم من الشرك نفسه، وقطعت علاقتي معه لأنها آثمة جدا، ولكنني الآن وبعد أن قطعت علاقتي معه أريد أن أتطهر من هذا الشرك الذي وقعت فيه، إن الله لا يغفر الشرك، لذلك أنا حزين وخائف ومكتئب جدا، ولا أعرف كيف أتوب من هذا الشرك، فأرجو أن تجيب يا شيخ عن هذا السؤال؟ غير أنني وبعد أن قطعت علاقتي الآثمة معه، أشعر بضيق دائم لأنني تعودت عليه، وأكثر البكاء والنحيب على فراقه، وأحيانا أشعر أنه لا داعي من وجودي في هذه الحياة أريد الموت لكي يريحني من تذكره والبكاء عليه، أرجوك أعطني حلا لما يحصل معي من اضطراب، وشيء آخر هو أنني: إن أحد هذه المعاصي التي كنت أفعلها، كان إنني إذا رأيت فلانا يتقرب من صديقي فإنني أحاول أن أبعده عن صديقي، بأن أقول لصديقي إن فلانا قال عنك كذا وكذا وفعل كذا وكذا كي يكرهه ويبتعد عنه، (وكنت أفعل هذا مع كل شخص يحاول الاقتراب منه) ولكن صديقي متسامح وينسى كثيرا، لذلك لا أعتقد أن كلامي كان يؤثر فيه، لأنه كان عندما يرى الفلان يسلم عليه ويضحك معه ويتسامران الأحاديث ويخرج معه أيضا، وغير أن الفلان لم يتأثر لأن صديقي لم يكن يقل لأحد ما كنت أنا أقوله له، ولذلك الآن علاقتهم بسلام وفي صحوة ضمير، أخبرت صديقي ألا يضيع أحدا من أصدقائنا، ممن افتريت أنا عليهم في ذمته، وقبل مع عدم اقتناعه لأنه كان يقول لي: لماذا لا أضعهم في ذمتي وقد آذوني؟ وأنا لا أجيب عليه، لكنه قال أنا الآن لا يوجد أحد في ذمتي وأنا أعلم أن علاقتهم ببعضهم بسلام، ولكن لا يخلو الأمر بما يوجد في القلب (أي فيما يوجد في قلب صديقي تجاههم) والآن وبعد أن قطعت علاقتي الآثمة معه لا أعلم كيف أصلح ما فعلت، ولا أعلم كيف أتوب، ولا كيف أرد المظالم، وإن العدد كان كبيرا ممن أبعدتهم عن صديقي وافتريت عليهم، وهم مساكين ولم يفعلوا شيئا قط، والمشكلة أنني كنت أؤلف وأفتري بشكل كبير ولا يصدق وبلا رحمة أو مخافة من ربي، فماذا العمل؟ أي أنني اقترفت ذنب الشرك، وذنب إفساد ذات البين، وذنب الكذب، دون عذر، وذنب الافتراء على بريء لم يفعل شيئا، وما خفي كان أعظم، ولا أعلم كيف أتطهر من كل هذا الدنس؟ وهل سيأخذون كل حسناتي وأقذف في النار؟ وأنا الآن أعلن توبتي، ولكن هل سأجزى على ذلك، بأن يبعث الله لي أحدا يفرق بيني وبين أحبابي؟ ولكن هناك حالة استثنائية أن هناك شخص واحد فقط كرهه صديقي كثيرا ولكن الآن افترقت عنهم كلهم، ماذا أفعل لهذا الذي كرهه صديقي بدون ذنب منه؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تطيل الندم وتكثر الاستغفار والعمل الصالح، وإن أمكنك أن تستسمح من افتريت عليهم دون مشاكل فافعل، وإلا فاكتف بالتوبة، واعزم على عدم العود، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.