2014-07-27 • فتوى رقم 67868
السلام عليكم
أنا فتاة والكل يقول لي أنني ذات نية سوداء، ويقولون إنني لا أصفي النية أبدا، كيف يمكنني العيش بنية سليمة وصافية؟ وما هي الأمور التي تجعل النية سوداء؟ فإنني لا أعرف التعامل مع نفسي، وأنا عاق لوالدي عقوقا شديدا، بسبب الضغوط النفسية التي أتعرض لها في كل يوم، فإنني أفرغ غضبي فيهما عندما يغضبانني، فإني أشتمهما وأقول لهما القول الجارح والبذيء ولا أساعدهما في أعمالهما، علما أن أمي تسيء إلي بالكلام الجارح دوما عندما تغضب من أحد، فإنها تأتي وتفرغ غضبها في ودوما، تدعي علي لمجرد أنها تذكر اسمي، (بدون أن أفعل لها شيء) وإنها تسيء الظن في كثيرا، وتقلل من شأني ومن ثقتي بنفسي، ثم أرد أنا عليها بالكلام، أي إنها هي التي تبدأ، وعلما أن أبي يقتص من راتبي كل شهر ويمنعني من الزواج، مع أنني أتمنى أن أتزوج وأكون أسرة وأشعر بالسلام الذي طالما افتقدته، فهو يمنعني من الزواج ويقول لي لن أجعلك تتزوجين حتى أعيش أنا حياتي من راتبك، ثم تعيشي أنت، أنا مقهورة جدا ووحيدة ولا أحد بجانبي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
ولك أن توكلي من يتقن نصح والديك بالحكمة والقول الحسن، وينبههما إلى وجوب تصحيح إخطائهما، ولك أن تتوسطي كبار العائلة ليقنعوا أباك بتزويجك، أو ترفعي أمرك للقاضي الشرعي فيزوجك، وأوصيك بالتضرع إلى الله تعالى في جوف الليل ليفرج كربك، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.