2014-07-29 • فتوى رقم 67870
السلام عليكم
أنا فتاة عزباء، وأنا لدي هموم لا يعلمها إلا الله، وأعاني من أهلي وأشتهي أن يجعل الله لي زوجا صالحا، وكنت كلما رأيت إحدى صديقاتي تزوجت فإنه يشتعل الحزن في صدري، وأصبحت كئيبة وحزينة لعدة أيام، وتأتيني أوهام أنني سأعنس وسأبقى على هذه الحال، وأغار منهن غيرة شديدة، وأنا أذكر نفسي بأن الله يؤخر عني الزوج الصالح، وأصبر لهذا التأخير فهل ما يحصل معي من اكتئاب يؤثر على أجر الصبر؟ وما هو الحل لهذه المشاعر التي تنتابني وتكاد تقتلني وتوقد نار اليأس في قلبي؟ وهل هناك بعض العبادات والأذكار التي تجلب لي الزواج؟ وهل قراءة سورة البقرة يوميا يجلب الزواج والسعادة؟ وسؤال آخر أنني أتخيل أنه لدي زوج صالح، وأنه لدي أولاد وأنني في عائلة سعيدة وأتخيل أنه يهتم بي ويرعاني ويعوضني عن كل النقص الذي أشعر به، ولكنني لا أتخيل الأمور الجنسية فهل هذا حرام؟ وهل هذا يفقدني أجر الصبر على قدوم الزوج؟ وهل سماع أغاني الأفلام الكرتونية مثل أغاني سبيستون مثلا حرام؟
وجزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأرجو أن تطمئني إلى أن القدر قد خبأ لك الخير والبركة، فالله تعالى عالم بك وحكيم وقادر، ولذلك ما عليك إلا أن تطمئني إلى أن الفرج قريب بإذن الله تعالى فلا تحزني، ولا تضيعي ثقتك بالله تعالى، قال تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (البقرة: من الآية216).
ثم عليك بالانشغال بطاعة الله تعالى، والتضرع والدعاء إليه (لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة) ليكشف عنك كربتك، وييسر لك أمرك.
وعليك بالإكثار من الصيام، فإنه كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم لك وجاء ووقاية من الوقوع فيما حرم الله.
وأسأل الله تعالى أن يفرج كربك ويهيئ لك الزوج الصالح، الذي تسعدين معه في الدنيا والآخرة، وأن ينجب منك الذرية الطيبة الصالحة التي تعبده حق العبادة، إنه سميع مجيب.
والأفكار التي لا تتضمن مشاعر جنسية ولا شيء من المحرمات لا مانع منها، والغناء إذا لم يرافقه محرمٌ لا مانع منه، ومن المحرمات التي قد ترافقه: أن يكون بصوت امرأة يسمعه الأجانب من الرجال، أو أن يكون فيه اختلاط الرجال بالنساء من غير حجاب، أو أن يكون معه شرب خمرة، أو أن يكون بألفاظ فيها إثارة أو تشبيب أو..... فإذا رافقه محرم حرم لما رافقه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.