2014-08-02 • فتوى رقم 67939
ما هو حكم الأم والأب الذين يفرقون في المعاملة بين الأبناء ويفضلون بعضهم على بعض، وما حكم الأم التي تدعو على ولدها باللعنة دائماً والشر، وإذا تناقش مع أحد إخوانه نقاشا عادياً قالت له بأنها غاضبتاً عليه، ولا يعرف هذا الابن كيف يرضي أمه ؟
وما هي نصيحتكم لهذه الأم وهذا الولد؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالواجب على الأولاد بر والدتهم والإحسان إليها وطاعتها، وعدم عقوقها أو معاملتها بالغلظة والشدة، قال الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا﴾ [الإسراء:23].
وقد حذر الشارع من عقوق الوالدين، وبين أن دعوتهم على أولادهم مستجابة، لذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الوالدان على ولدهما إلا بخير، فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم) أخرجه مسلم.
لكن دعاء الوالدين على أولادهم أو غضبهم عليهم بغير حق لا يجوز، والدعاء بغير حق لا يستجيب الله له إن شاء الله تعالى كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم). أخرجه مسلم.
ويمكن نصح الأم في أوقات الهدوء والراحة بالحكمة والموعظة الحسنة، ويمكن توكيل من يتقن نصحها من الأقارب بذلك، مع الدعاء لها بالهداية، وأسأل الله لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.