2014-08-04 • فتوى رقم 67947
هل يجوز لي فسخ الخطبة مع خطيبتي التي زنيت بها ثم تبنا إلى الله، وبعد مدة أصبحت تتعامل كثيرا مع الرجال، وعندما أسألها ترد بأنه مجرد عمل بحكم منصبها في إدارة وطنية، وبل سافرت من الجزائر إلى فرنسا وعادت بعد 13يوم، وعندما سألنا أنا وأهلي عنها أبويها قالا: أجوبة كاذبة وفضحها الله عند عودتها من فرنسا في منزلنا عندما زارت أختي بصور في هاتفها في فرنسا مع صديق دراستها، وقالت لا شيء بينهما إلا العفة والآن بعد تفسيري هل أنا على حق ولا حرج علي لأني بعد 5 سنوات أراها زانية وفسخت خطبتي بها؟!
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كانت مستمرة في معاملة الرجال والاتصال بهم من غير ضرورة ولا حدود فلا أنصحك بمتابعة خطبتها، وقد أثمت أنت وهي بالعلاقة المحرمة بينكما، وعليكما التوبة إلى الله تعالى، واستخر الله في موضوع فسخ الخطبة، فبالاستخارة يوجهك الله لما فيه الخير، فعليك بصلاة الاستخارة فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر .... خير لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ... شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
وأسأل الله أن يرشدك لصواب أمرك، وأن يسدد رأيك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.