2014-08-14 • فتوى رقم 68121
أنا فتاة عمري 19 سنة أدرس بمدينة أخرى مع عمتي وجدتي، والتي تكرههم أمي كثيرًا بالرغم من محاولتهم للتقرب منها الآن وتكفير ذنوبهم السابقة، لكنها فقط لا تستطيع رؤية الخير بأحد غير التي نعيش بها، بدأت أتقرب من الدين منذ سنة تقريبًا، أمي لا يعجبها الأمر، وكثيرًا ما تضايقني، وتقولي: أفكارك غريبة، وصرت متشددة، وهم يجعلونك تقرئي ماذا هناك؟ وأنا لا أستطيع تحمل مثل هذا الكلام منها، فأصرخ وأبكي بكاءً شديدًا، لأنها من المفترض أن تفرح بتغييري هذا، فقد كنت أسوأ مثال للفتاة المسلمة من قبل، فقد حاولت الانتحار مرارًا بل كنت على وشك الموت مرة، ولم يحدث والحمد لله، وكادوا يدخلون السجن بسبب ما فعلت، ولم أكن أبرهم، بل لم أكن أحبهم، ولا أنظر في وجوههم، أو أجلس للأكل معهم بدون سبب، فقط كنت مكتئبة بشدة، وأبكي دائمًا، ولم أعرف سبب الذي كان يحدث في صغري هذا، إلا عندما قرأت القرآن، لم أكن أصلي أبدًا، وأحببت فعلاً الشعور بالسلام الذي أحاطني منذ بدأت بالصلاة، فأنا أحببت الدين قبل سفري أصلاً للجامعة، وهم يساعدونني إذا أردت أن أسأل في شيء، ويعينونني على صلاة القيام، وهم فعلاً صحبة صالحة أحبها، أصبحت لا أسمع الأغاني، وأعين أولاد عمتي على ذلك، والحمد لله توقفنا وأصبح لنا ورد من القرآن، ونسبح كثيرًا، ونحضر لبعض الهدايا، أشعر بالسعادة معهم، وهم والله لا يغيرون أفكاري أبدًا، بل على العكس أنا التي غيرتهم منذ سافرت لهم، لا أحب أن يصفني أحد بالتشدد، وأجلس أبكي بعد مشاجرتنا لأني لا أستطيع الذهاب إليها ومصالحتها في أهانتني، وإذا مت فالنار مصيري، ماذا أفعل أفتوني؟
وأيضًا منذ ذهبت للجامعة وأنا لا أشعر بالارتياح؛ لأن هناك اختلاط رهيب، وبعضهم ينظر إلي، فأردت ارتداء النقاب، لكنها صرخت في لا وماذا الذي يفعلونه بك هناك، وهم يستمعون للموسيقي وأخذت تغتابهم مع العلم أنهم عارضوا فكرتي أصلاً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبارك الله فيك، وتقبل رجعتك إليه، وأسأل الله لك الثبات على الطاعة، ولا تطيعي الناس في المعاصي، ولا تحزني مما صنعت أمك فذلك امتحان من الله فاثبتي واستمري على الطاعة، وتقربي إلى والدتك بزيادة برها والإحسان إليها، وأطيعيها فيما لا معصية فيه، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.