2014-08-16 • فتوى رقم 68171
السلام عليكم
أرجو إرشادي لما يجب علي فعله في حالتي هذه، والداي لا يهتمان لرأيي في أي شيء كان، وأيضا هم يصفونني بأن قلبي كقلوب اليهود وأنني لست مسلما، كلما حدث بيني وبين أخي شجار، ويلقون اللوم علي فقط (وخاصة أمي) وبسبب هذا أغضب أكثر من قبل، وأبدأ بضرب إخوتي ضربة أو اثنتين وهذا ليس ضربا مبرحا وفي الحقيقة من شدة غضبي أحيانا أرفع صوتي على أمي لمواقفها هذه التي تشعرني بها بأني نكرة وكاذب وحقير، وهذا هو حالي كل يوم أو يومين، يعني إذا قلت لأخي اسكت يوبخانني، لدرجة أن أخي الذي هو أصغر مني بأربع سنوات لم يعد يأبه بي ويعاملني هو وبقية أفراد العائلة كحشرة ليس لها أي أهمية ولا يخشى منها، ويقولون عني: شيخ أبو ليفة (لأنني لا أحب حلق ذقني إلا تخفيفا بالماكينة للسنة فقط) أرجو منكم إرشادي إلى ما علي فعله بما يرضي الله سبحانه وتعالى عني وإني والله تعبت من هذه الحالة التي بدأت منذ أكثر من سنتين مع العلم أننا ثلاثة فتيان فقط وأنا أكبرهم
والسلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأني أنصحك بأن تكون لطيفا مع والديك، محترما لأبوتهما ولما قدماه لك من تضحية، فالواجب على الأولاد بر الوالدين والإحسان إليهما وطاعتهما، وعدم عقوقها أو معاملتها بالغلظة والشدة، قال الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23_24]، ولا شك أن عائلتك ستعاملك بالحسنى إذا أحسنت المعاملة، قال تعالى: ((وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيم))[فصلت :35.
ولا مانع من أن توكل من ينصح أهلك بحسن معاملتك، وينبههم إلى حرمة التفرقة بين الأولاد في المعاملة، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.