2006-09-06 • فتوى رقم 6828
أنا امرأة عاملة مهندسة، راتبي جيد تزوجت أول مرة من مهندس، وبعد 6 شهور انفصلت وبقيت في المحكمة أكثر من 5 سنوات، وكنت حاملاً وأنجبت عند أهلي وأخذت طفلي معي، حيث إنني أرعاه بالكامل رعاية فائقة، تزوجت قبل سنة من رجل آخر مهندس أيضاً، أرمل وله أولاد، مع أنني خطبت لرجال غير متزوجين فأنا والحمد لله لدي مواصفات مرغوبة، ولكني أردت أن أتزوج أرمل حتى أعوض أولاده عن أمهم، وحتى بالمقابل هو يعوض ولدي عن أبيه في التربية.
الرجل حسن المعاشرة، ولكن وضعه المادي صعب أكثر مما كنت أعلم قبل الزواج، وراتبه بالكاد يلبي طلبات أولاده الثلاثة، مما يشعرني بعدم الراحة بشكل كامل،
خاصة أن السبب في طلاقي المرة الأولى، هو أن طليقي كان يريد راتبي ولا يريد أن ينفق علي، حتى إن الخبز لم يشتره لي إلا من نقودي أنا، والآن أنا لا أكاد أطلب من زوجي أية مطالب أو مصاريف بل على العكس، فأنا أساهم في بعض مصاريف أولاده، وطبعاً ولدي أنا.
مع أنني أحس بأنه يجب عليه أن ينفق على ولدي لأنني أبذل الكثير معنوياً على أولاده، وكأنني أمهم، وأحياناً أساهم في مصاريفهم مادياً.
أصبحت أحس أن كل زوج يريد الراتب أهم شيء.
الآن زوجي عليه دين وأصحاب الدين يطالبونه بشكل كبير، وهو يعلم أنه باستطاعتي أن أساعده.
ولكني لا أعرف ما هو الصح وما هو الخطأ، ولا أريد أن يركن إلي أكثر، خاصة إنني متزوجة من سنة فقط، وظهرت لدي مشكلة كبيرة بالنسبة للإنجاب بعد زواجي منه مباشرة، رغم أنني أنجبت ولدي من طليقي دون أية مشاكل، مما يعني أنه في حالة وفاته ـ لا سمح الله ـ لن أجد حتى منزلاً أسكنه، فأنا أحس أن لا شيء لي منه، وأنني مجرد خادمة بدون مقابل للأولاد، (أنا جميلة ومهندسة متفوقة وأصغره بـ15 سنة).
أحس أن عدم مساعدتي له في قضاء دينه يجعله يبتعد عني ويعاتبني دون كلام، ولكن أنا لا أستطيع أن أعيش وأنا دائماً أعطي كثيراً دون أن آخذ.
ماذا أفعل أرجوك ساعدني إن كانت لديك اقتراحات.
أنا خائفة من الزمن ومن طليقي، حيث إنه قد يأخذ طفلي الغالي مني حتى لو بعد حين، وأخشى من حصول شرخ بيني وبين زوجي، إلا أنني أريد أن أكون كغيري، أي إن زوجي هو المسؤول عني، لا أستطيع أن أحس بأنني مستغلة من قبله، كما في المرة الأولى، وإنني أعطي دائماً، وأنا أحتاج لأن يعطيني أحد الأمان.
أنتظر الرد بلهفة.
شكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالموضوع يعود إليك قبل كل شيء، إن كنت ترين من زوجك ديناً وأخلاقاً بحيث إنه لا تتوقعين منه أن يتخلى عنك بعد ذلك، وأن ما يمر به من أزمة مالية هو الذي يجعله ضيق الأخلاق في معاملتك، فلتساعديه وتخرجيه من أزمته هذه، فهو زوجك أيضاً وبينكما من المودة والرحمة ما يعلو على المال والأمور الدنيوية.
أما إن كنت تترددين في خلق زوجك وتخشين منه شخصياً، فبإمكانك لضمان حقك أن تقرضيه مما لديك من المال على سبيل القرض، وتكتبين ورقة بإثبات ذلك لك، ولعل الله تعالى يصلح حال زوجك إلى ما هو أفضل وتعود العلاقة بينكما أوثق وأشد تراحماً ومودة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.