2006-09-15 • فتوى رقم 6840
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مات عني أبي وأنا في العشرين من عمري، وترك لي سيارة، فأصرت أمي على بيعها، ففعلنا ثم ذهبت أمي بمالي إلى أعمامي الذين يكرهونها لتبين لهم حسن نيتها بأنها لا تريد المال، وأعطتهم إياه كي يدخروه لي حتى أبلغ سن الرشد القانوني.
أعمامي وضعوا المبلغ في صورة شهادة استثمارية في البنك بزيادة كل شهر، وعندما بلغت سن 21 رغبت في التخلص من هذا الربا، فشعرت بأن اعمامي يحسون بأن أمي تحرضني على سحب المال، وهو ما تسبب في مشكلات مع أمي.
وحرصاً على عدم قطيعة الرحم فإنني أبقيت على المال، على أن أتخلص من الربا في الوقت المناسب، أي حين زواجي، ووقتها لن يشعر أعمامي بأن أمي هي التي تحاول الاستيلاء على مالي.
هل يجوز ذلك أي أن أبقي على الأموال في البنك بنية التخلص من الزيادة على أصل المبلغ، علماً بأنني أوصيت بذلك كتابيّاً؟
وإذا جاز ذلك هل التخلص من هذه الأموال يجوز لأقاربي الفقراء، أم لا بد من إنفاقه في المصالح العامة للمسلمين كالمساجد وغيرها؟ علماً بأني أعرف أن ليس لي ثواب الصدقة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أولاً سحب مالك المودع في البنك الربوي بفائدة، فإثمه إن تركته فيه عائد عليك، ولا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق.
وأرشدك أن تبين لأعمامك أنك إنما سحبت المبلغ لا لشيء إلا لما في إيداعه في البنك بفائدة من حرمة شرعية، وأرجو أن يتفهم ذلك أعمامك.
وثانياً: عليك التخلص من الفوائد التي أعطاكها البنك زيادة على رأس المال المودع عنده، وذلك بإعطائها للفقراء، سواء أكانوا أقرباء أم غير غرباء.
وأتمنى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.