2014-09-21 • فتوى رقم 69089
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذه الخدمات الطيبة، وبعد: يوجد شاب نسيب لعائلتي يريد التعيين في وظيفة حكومية "بهيئة قضايا الدولة" محامين الدولة بوزارة العدل" وهو حاصل على مجموع 73 % من كلية الحقوق، ومجموعه هذا يؤهله، مع كونه من أسرة طبية والده طبيب ووالدته كذلك يؤهله في التعيين في هذه الوظيفة إذا سارت الأمور في منحي طبيعي، إلا أنه ونظرا لفساد التعيينات والمجاملات التي تحث فيها فمن المحتمل أن يتم رفضه، وذلك لأنه رفض في وظيفة سابقة مشابهة، ومن ثم لجأ هذا الشخص إلي أخي " مستشار لكن ليس بذات الهيئة بهيئة أخري تماما" وطلب منه أن يحاول ولو بالمال أن يدفع أي مبلغ لأي شخص يستطيع التوصية عليه وتعيينه، ونظرا لأن أخي يعرف من قد يتوسط ويقوم بتعيينه في هذه الوظيفة بالوساطة مقابل أخذ مبلغ من المال فيسأل أخي أولا هل عليه إثم في ذلك؟
ثانيا: لو أن طالب التعيين سيدفع مبلغا معينا من المال لمن يقوم بتعيينه وإلا يرد المبلغ إليه، هل لأخي أن يتقاسم هذا المبلغ مع الشخص الذي سيقوم بالتعيين مقابل توسطه هو بين الطرفين ومقابل تدخله في هذا الأمر؟ وذلك التقاسم بعلم ذلك الشخص الذي سيقوم بالتوصية وسيتابع هذا الأمر، أم لابد من علم طالب التعيين نفسه؟ علما بأنه لو علم طالب التعيين أن أخي سيأخذ مالا إما ألا يعطيه أصلا من باب العشم بينه وبين نسبه، وأما أنه قبل وبعد التعيين سيتكلم على أخي ويشهر بسمعته، وأنه تحصل منه على كذا وكذا ويسبب له إحراجا، ووجهة نظر أخي أن الذي سيعين هذا الشخص يعلم بأخذه نسبة من المال، وأنه إذا كان الأمر كذلك ولن يأخذ شيئا من طالب التعيين فلن يتدخل إلا إذا حصل على منفعة من الطرفين مقابل توسطه، وإلا لما توسط بين الطرفين وأتعب نفسه بمتابعة هذا الأمر والتدخل فيه، فما الحكم في ذلك؟ وهل لأخي الأخذ من هذا المال على كونه وسيطا بهذه الطريقة؟
وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كان أخوك مستحقا للتعيين بشروطه كلها ولا يمكن تعيينه بدون هذه الدفعة من المال فله دفعها، ولا بأس أن يعطي بعضا منها إلى المتوسط، وإن كان لا يسحقها فلا يجوز له ذلك، ولا يجوز التوسط له في ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.