2006-09-16 • فتوى رقم 6926
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ: أنا شاب جامعي مسلم، أعمل كمهندس كمبيوتر، وأعلم أن بي العديد من العيوب وأسعي لإصلاحها دوماً، وأبي رجل مسلم أطلب من الله أن يجزيه هو ووالدتي عني وعن إخوتي خيراً، حيث قد قاموا بتربيتنا وتوفير نفقات الطعام والشرب والملبس والدراسة لنا حتى كبرنا، لكنه عصبي وسريع الغضب ويدخن السجائر ويصلي أحياناً ولا يحافظ على الصلاة بانتظام، وكثيراً ما يختلف معي في الآراء، ويقوم بسبي وأحياناً يعصب علي ويقوم بضربي لدرجة إنه كسر أحد أسناني لمجرد اختلافي معه في الرأي، وعندما أنصحه في أشياء أرى أنها ستعرضه لعذاب كبير في الآخرة (مثل مشكلة ترك الصلاة - تدخين السجائر - أخذ حقوق إخواته البنات في ميراث والده وإعطائهم مبالغ صغيرة - الاختلاف مع أهل أمي لمدة تزيد عن 15 عاماً، وقطع الرحم خلال تلك المدة ، ومعاقبتي أنا وإخوتي في حالة الاتصال بأي منهم - العصبية وسب وضرب أمي وأنا وإخوتي لأي سبب مهما كان تافهاً - التدخل في شؤوننا لدرجة لا تحتمل، حيث لا يسمح لنا بشراء أي شيء يخصنا مهما كان صغيراً إلا بتدخله، وإن اشترينا يقوم بعتابنا واتهامنا بقلة الخبرة - اعتياده على النقد والسب فقط دون التوجيه إلى الصواب وطرح البدائل..).
أرجو من حضرتكم توجيهي لكيفية التعامل معه، وكيفية إقناعه بترك ما ذكرته؛ حيث إنني أعاني ولا أعرف كيف أتصرف معه؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأصلح الله والدك، ورزقه الالتزام والاتزان، وعليك أن تبره ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وأن تبتعد عن كل ما يغضبه ويزعجه، ولو بملاطفته ظاهراً وعمل ما تريد دون علمه.
مع محاولة نصحه بالتي هي أحسن، وذلك بتذكيره بأن هناك يوماً سيحاسب فيه على ما يفعله في هذه الحياة الدنيا، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، وأن الظلم ظلمات يوم القيامة، علَّه يستجب ويصلح وضعه فيما بينه وبين ربه وفيما بينه وبين العباد.
وأتمنى أن توفق لذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.