2014-10-21 • فتوى رقم 69722
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى أصحابه الأخيار ومن والاه.
يا شيخ أنا فتاة عزباء، صغيرة السن، ملتزمة والحمد لله، أدرس في الجامعة، وهناك من أتى لخطبتي، أنا أريد أن أعرف عن دينه وخلقه كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا مؤمنة برزق الله تعالى وعونه للعباد، فلا أبالي كثيرا بالمال والشهادات العالية، أنا أريد زوجا تقيا نقيا يخاف الله تعالى ويراعيني فيه ولوجهه تعالى، لكن أمي تضغط علي، وتريد شخصا لديه مستوى ومالا وأن أعرفه من قبل، لكن أنا يا دكتور أريد أن يكون كل شيء حسب الشرع، انصحني من فضلك ماذا أفعل؟ وكيف أختار إن جاءني رجلان للزواج؟
جازاك الله خيرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالدين والخلق هما الصفتان اللتان حثنا الشارع أن نطلبهما أولاً في الخاطب؛ لأنهما أصل كل شيء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)) أخرجه الترمذي.
فإن كان الخاطب يجمع بين الخلق والدين، فذلك أهم ما يختار الزوج لأجله، ويتم التعرّف على أخلاق الزوج ودينه من خلال سؤال الناس عنه.
أما عن الصفات الأخرى فيمكن التساهل فيها، والأولى أن يتقارب الزوجان في الصفات الأخرى العلمية والمادية وغير ذلك... ما أمكن، وأنصحك بصلاة الاستخارة، فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدالسلام منهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.